حروف على أعتاب الحرية

عيدٌ بطعم الغياب…!

  

بقلم:إلهام المغيث

 

هلّ العيد، ولكن كيف تفرح من جعلوا قلبها وراء قضبانٍ وأسوارٍ، وأحكامٍ ووعودٍ، وأسماء ملأت برنامجها اليوميّ فأصبحتْ تتجوّل بينها لعلّها تجد لما تركتْ عالقا الحلول؟.

 

أكثر من مٍئتي يومٍ لم أسمع فيها صوتك، وما زال في تعداد حكمهم مثلها المئات، فهل يعلم المارّون على كلماتي -إن اهتمّوا- مقدار الألم المتجدّد في كلّ لحظة من أشهر الاختناق والوجع؟.

هل يعلم المهنّئون أن لا عيد لي بعد أن حرموني هلال ابتسامتك وضوء القمر في وجهك؟.

هل تعلم أنتَ خلف قضبانك أنّ الحياة توقّفت حين اعتقلوك؟.. ولكنّي لا زلتُ أنتظر على الهاتف ردّك ..

فأين أنت حبيبي؟، ولم لا تردّ حتّى أحدّثك عن يومي كما كنّا نفعل؟، فلعلّي أستعيد نفسي من هول الفاجعة، أو أهوي إلى بعض التّفاهة فأتحمّل .
لقد تحوّلت أحلامنا إلى استماتة في سبيل الحياة، مجرّد الحياة، وتحوّل كلّ شيء جميل إلى ذكرى حزينة تعقبها حسرة يضاعفها الانتظار.

لكن ماذا أقول؟!.

لقد قرّروا نيابة عنّي أّنني زوجة أسير، وحدّدوا لنا كيفيّة الاتّصال، نموذج الرّسائل، وحتّى ما يجب قوله…

لا يجب أن أتحدّث عمّا سبّبه بُعدك، عن مرضي وعن دموعي، عن تعقيدات الغياب، عن وكالة لم تصل، عن حجز في مستشفى الولادة…عن كلّ ما يناديك من تفاصيل، عن شوقي!.

ما زال للغضب نصيب الأسد من حزني، أستعيد أحداث ذلك الأسبوع فأعضّ على صيحة الظّلم والألم، ما أخبرتني به ليلتها من ظلم القريب، حزنكَ الشّديد ممّا اكتشفتَه… ووعد بلقاء أحد المسؤولين في ذاك البلد وقد أعطاك أملًا بتيسير سفرك إليّ، كلّ تلك الأسماء التي تسبح في ذاكرتي، هي خيوط المشنقة وحروف الحُكم السّابق لقرار الصّهاينة، قد كان القرارً عربيًّا وسبق بسنة أو أكثر ما أراده الاحتلال.

كيف أتقبّل معايداتهم وفي تلك الأسماء يقين التّهم وروح الخيانة ؟!.

كيف أتمنّى لهم السّعادة في عيدهم؟!،وقد حرموني منها في عيدي وفرحي ونبض روحي ..بتسليمك مقيّدا مطعونا في الظّهر بسكّين الغدر إلى جلاّدك.

عيد سعيد لك حبيبي في سجنك، رغم حزني وحزنك ..عيد سعيد لك فقط.

أمّا عيدي فعالق اسمًا غريبًا كغرابة من يجاملون زوجتك بعد أن انتزعوا بمخالب الخيانة العربيّة الفرح من عيدها وعيدك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى