زاجل الأسرى

من هم أسرانا ؟

بقلم : الأسيف البرغوثي

أسرانا من تُسنّ عليهم قوانين الكنيست الصّهيوني الذي يتلذّذ في سنّ ما يَسلبهم حقّ الحرّيّة والوجود، فتُحرّم الإفراج عمن تُسمّيهم “الملطّخة أياديهم بالدّماء” و ضمن “قوائمها السّوداء” الموسومة بقوائم الإرهاب.
أسرانا هم من يقعون تحت التّهديد من قبل المستوطنين الذين يسعون لاغتيال من تحرّر منهم وحرمانه من حقّ الحياة، لأنّه في موازينهم يُشكل الخطر الجسيم على أمن وجودهم وسيطرتهم على الأرض والإنسان.

أسرانا من يُحرمون من حقّ الحياة الطبيعيّة كونهم يُطالبون باسترداد ما سُلب منهم من أرض وتاريخ وعنوان، فوُضِعوا تحت سلاسل الزّنازين لأنّهم تحركوا بضمائرهم الحيّة وشعورهم بالمسؤوليّة تجاه وطنهم لاسترداد الكرامة والتحرّر من ظلم المحتلّ والدّفاع عن حقوق الأجيال القادمة.

أسرانا من يُحرمون من حقّهم في الممارسة اليوميّة لحياتهم كما يمارسها جميع الأحرار، فغُلِّق في وجوههم باب الحقّ في التّعليم والمعرفة، والحقّ في العلاج المناسب والسّريع، وحقّ زيارة الأهل والأصدقاء، والحقّ في الغذاء الصّحّي السّليم والمتوازن، والحقّ في حرّيّة التّعبير عن الرّأي، والحقّ في العيش في مكان صحّي يحمي من الأمراض والعاهات، والحقّ في الدّفاع عن النّفس بالاستئناف أو الاعتراض على التّهم والأحكام، والحقّ في التّطلع إلى النّور والخروج إلى مساحات الضّياء ليغذّي وجوههم نور الشّمس الغائب طويلاً عن الأبدان… تلك الحقوق المسلوبة وغيرها تشكّل المعاناة النّفسيّة والجسديّة للأسرى، وبالرّغم من أنّ التّعدّي على تلك الحقوق والحرمان منها يعدّ انتهاكا صارخا للقوانين والّتشريعات الإنسانيّة والسّماويّة، فإنّ المحتل يتفنّن في ابتداع أساليب جديدة للقتل البطيء الذي يحاول ضرب الرّوح والفكر قبل الجسد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى