عين على السجونواقع السجون

زيارة الأسرى في سجون الإحتلال

بقلم : أحمد عبد الله

تعتبر الزّيارة بمثابة وسيلة التّواصل الأكثر أهميّة بين السّجين وأفراد عائلته، فهي تخفّف عنهم بعضا من معاناتهم وأشواقهم٠

ولكن وبسبب سياسات الكيان الصّهيوني بحقّ أهالي الأسرى، فإنّنا لا نبالغ عندما نقول أنّ زيارة ذوي الأسرى لأبنائهم، هي قطعة من العذاب، فعندما تريد الذّهاب لزيارة ابنك أو ابنتك في سجون الإحتلال، فإنّ المعاناة تبدأ من لحظة اعتقاله.

تبدأ بتقديم التّصاريح والانتظار، فربّما تعطيك سلطات الاحتلال تصريحا وربّما لا ،والتّصريح :هو عبارة عن إذن للزّيارة ، وعندما يقرّرون حرمانك من الزّيارة ،فلا شيء يمنعهم، وفي حين سماحهم لك بالزّيارة ،فإنّك تذهب ،وأنت غير واثق بأنّك ستزور ، فربّما يمزّقون التّصريح على الحاجز وترجع إلى بيتك ،وما زالت نار الشّوق والحنين لابنك مشتعلة، هذا بالإضافة إلى الإهانة والتّفتيش الدّقيق، وفي بعض الحالات يقومون بتفتيش الأهالي بشكل شبه عارٍ.

لا تكاد تخلو أسرة أسير من حالة ما يسمّى المنع الأمنيّ والحرمان من الزّيارات بقرار من المخابرات الصّهيونيّة، ويشمل ذلك الوالدين، والأبناء والزّوجة والأخوات، ولا يقدّم أيّ تبرير، أو تفسير قانونيّ لهذه السّياسة في منع أهل الأسير من الزّيارات، وخاصّة الأمّهات، والآباء والأطفال الصّغار.

وأشار تقرير وزارة الأسرى أنّه من بين 4200 أسير من سكّان الضّفة الغربيّة، والقدس ،والدّاخل الفلسطينيّ المحتلّ، يوجد 1800 حالة ممنوعة من الزّيارات، ولا تحصل على تصاريح بموجب ذلك ، وأنّ هذا يشمل آباء وأمّهات مسنّين ،تزيد أعمارهم عن الـسّبعين، وأنّ بعض أهالي الأسرى لم يروْا أبناءهم الأسرى  منذ أكثر من خمس سنوات.

إنّ زيارة السّجين ،لهي من الحقوق التي يكفلها القانون الدّولي ولكن الكيان الصّهيونيّ لا يجد رادعا له عن هذه السّياسات الّتي تهدف إلى تعذيب الأسرى، وذويهم ،فلا بد ّمن القيام بخطواتٍ على الصّعيد الدّولي ،ّ والعربيّ، يهدف إلى تعديل هذه السّياسات الظّالمة، وردعها٠ ودورنا السّعي من خلال المؤسّسات القانونيّة، ومؤسّسات حقوق الإنسان، للتّخفيف من معاناة الأسرى وذويهم، وهذا أقلّ ما يتوجّب علينا فعله ،لنشكّل ورقة ضغطٍ بصورةٍ أو بأخرى كلٌ حسب موقعه وإمكانياته ،فلنقف وقفة تضامن بجانب أبنائنا، وذويهم للتّخفيف عنهم ،فهم يستحقّون أكثر من ذلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى