
ستّة عشر عاما ثمن لصلابتك وصمودك وأنفتك الفلسطينيّة التي ملأت قاعة المحكمة فاستاء السّجّانون منها !
لا زلت ابنة عقدين لم يتمّا زهرهما بعد .. ابنة تسعة عشرة عاما على وجه التّحديد .. وهل تلك الأعوام كثيرة كفاية لتُختصر في جدران أربعة وقضبان حديديّة تعزلك عن الحياة وعن أحلامك وأهلك وبلادك ؟
إلى الأسر تمضين وتمضي كلماتك أمامك ” لا تنهمّي يا أمي .. أنا طالعة عن قريب” .. تقصم تلك العبارة ظهر السّجّان الذي يقودك من يديك المصفّدتين وقدميك المكبّلتين .. لا تنفكّ تلك العبارة التي سمعها من أفواه كلّ من اقتادهم إلى زنازينهم للمرّة الأولى قبلك تجعله سجين الخوف كل مرّة بمقدار أكبر !
كلّهم يردّدون على مسمعه بابتسامة الواثق أنّهم خارجون وأنّه إلى زوال .. يسمعهم .. يبلع ريقه .. يسكنه الجزع كشخص فان .. يجهل السّبب الذي يجعله يبقى هنا !
ستشرق “شروق” يوما .. وسيكون يوم الحرّيّة هو ذاك .. ربيعيّا مزهرا ببلاد لا أسرى فيها.