يوم واحد من أيّام الشّتاء في سجن هلقدار

بقلم :مي زبن

–سليم : يا لطيـــــــف شو هالبرد هاد؟ كنها بلّشت المربعانيّة يا جماعة الخير؟!
-إبراهيم: الله يعطيك الحجّة بموسم الحج يا سليم حجّة..مهي إلها أسبوع مبلّشة والبرد حاسُّه بنخُر بعظامي نخر.
(يعطُس سليم)..أأأأتشوووووو_الحمد لله_ شكلي رشّحت كمان..كملت معاي
-إبراهيم: عقبال ما ترشّح حالك بالانتخابات الرئاسيّة ان شاء الله
-سليم: ولك إنت شو متغدّي اليوم؟
-إبراهيم:شوربة عدس..بس اشمعنى؟
-سليم: لإنّه دمّك خفّان زيادة اليوم..هه (هأأأأتتتشوووو)
-عبد النّاصر: سلامات سلامات..ماله سليم اليوم؟ مَبلَّشِش الثلج لسّه،خبّي شوي لشهر واحد.تعال تعال اتدفّى جمبي ع الصوبّا
-إبراهيم: أتِتساكَعِش علينا يا عبد الناصر، صوبّة مين اللي بتحكي عنها؟ اللي بسمعك بصدّق إنّه عنّا صوبّة حقيقيّة.. وبعرفوش إنّه إحنا ميتين من الثلج والبرد..ولّا قصدك ع الهوّايِة اللي بنشتريها ع حسابنا وهي بالإسم بس صوبّة، وهي بالحقيقة بتطلّع هوا بارد، آآآآخ بس…
-سليم: وين معاذ ؟؟مش شايفينه؟
-إبراهيم: بتلاقيه راح يخربشلنا إشي من ابداعاته بالمطبخ
-عمار: السّلام عليكم..كيفكم يا قوم؟
-إبراهيم: وين كاين طاشِش ؟
عمّار: واللهِ رحت اتطمّن ع أحوال إخواننا بالقسم الثاني، وفي شبّ وضعُه صعب كثير وبتقطّع تقطيع من شدّة وجعُه.
-سليم: خير خير شو معاه؟
-عمّار: مش عارف، بس شكلو عنده أعراض “المرارة” ودرجة حرارته مرتفعة وكل شوي بتيجيه النوبة وبغيّب.
-سليم: الله يتلطّف فيه ويكون معُه.
-إبراهيم: لقيته ..لقيته
-سليم: شو اللي لقيته يا ابو العريف؟
-إبراهيم: معاذ، إحزروا شو بعمل؟!
-عمار: أكيد بفلغصلنا إشي … والله يستر ما نبات كلنا الليلة بالرملة…
-إبراهيم: ههه تُفّ من ثمّك يا رجُل..المهم. معاذ كان حاطط كرسي وقاعد حوالين البلاطة (قاعدة عليها بلاطة تستخدم لتسخين الأشياء) وبعمللكم بليلة
-الشباب كلهم بصوت واحد: ((الله أكبررررر ))
معاذ يدخل الغرفة ويقول: وسّع وسّع وصلت بليلة أبو غالب..
اتفضلوا يا أهل حارتي، بليلة بلبلوكي ومن الكنتين بعشرين شيكل شروكي، وبالليل سلقوكي، ولأحلى شباب بالغرفة طعموكي ،يا عزيييييز خلصنا من محتل أرضنا وحابسنا هالغليز.
-عمّار: والله بتنفع تمثّل دور أبو غالب..المهمّ تكون البليلة مستويّة مش مثل طبخاتك الـ…
-معاذ: ذوق واحكم..
(يدخل شاب جديد على الغرفة ): السلام عليكم
-عمار: وعليكم السلام، أهلا أخي اتفضّل
-محمد:انا محمد من قراوة بني حسّان
-عمّار:الله حيّو بأهلنا الطيّبين بقراوة بني حماس..محتاج إشي أخي؟
-محمد: أنا بردان وبصراحة معيش أواعي، إلي شهرين بالتحقيق واليوم حوّلتني المحكمة لهالسجن
-إبراهيم: وان شاء الله حكمك خفيف وقصّتك مش كبيرة!
(محمد يبتسم ) : بس أرنب، وهي قرار المحكمة معي
– يمسك عمّار الورقة ,ويقرأ : مؤبد + غرامة مالية تقدّر بـ20 الف شيكل
-سليم: حسبنا الله ونعم الوكيل، اتفضل ي خوي اعتبر نفسك بين إخوانك وناسك ، وهي بجامة منّي
– إبراهيم: إمسك وهي  حرام زيادة إجاني وأنا بكفّيني واحد
– محمد: الله يبارك فيكم
– معاذ: تعال أفرجيك هي المطبخ وهون الحمّام.أكيد بدك تتحمّم وتغيّر..وخذلك هالبلوزة ومني. وكمان ملابس داخليّة جابتلي اياهم الحجة وما لبستهم لسّه
-محمّد:الله يجزيكم كل الخير
-عمّار: وأيّ إشي بتحتاجُه بس أشّر,,إحنا إخوانك بعهد الله تخجَلِش،وهي أحلى كاسة بليلة سخنة من عمايل عمّك معاذ
-محمّد:شكرا شكرا كثيـــر إلكم غمرتوني بلطفكم والله أهلي الأصليين ما بعملوا معي هيك
-معاذ: ول ي زلمة وين مفكّر حالك عند يهود؟ ولا بسجِن؟
-عمّار: هع هع هع خُذلك خفيف الدم بلّش حركاته..
-معاذ: عمّار تفضحناش من أوّلها بدّك تشوّه صورتي قدّام العالم
((عمّار يضرب على كتف معاذ”ممازحا” :ولك إنت عظم الكتف ، وأخوي اللي ماجابتوش إمّي ))
يهتف كل الشباب بالغرفة مصفقين ..آآآالله على الحبّ الأخوي..
وأنهى الحديث  إبراهيم قائلا:ربنّا يمرّق هالشتوية على خير ونشوف الثلج ضيفنا العزيز اللي اشتقناله ونقدر نرحّب فيه واحنا ببيوتنا ومحرّرين وعايدين لمناطقنا بالسّلامة
-عمّار: آآآمين ياربّ