عين على السجونواقع السجون

جولة جديدة من المعركة في السّجون الصّهيونيّة

بقلم : فيصل بامري

بالرّغم من تمسّكنا بالأمل في أن تكون السّنة الإدارية الجديدة طالعة خير على أسرانا وأسيراتنا في السّجون الصّهيونيّة فإنّ واقع الحال لا يبشّر بخير، فها هو العدوّ الصّهيوني يعلن عن إجراءات عقابيّة بشأن الأحرار والحرائر في سجونه بالإضافة إلى فرض المزيد من القيود والممارسات الظّالمة بحقّ أهاليهم

فمنذ اليوم الأوّل في السّنة الإداريّة الجديدة أقر ّالمجلس الوزاريّ المصغّر لحكومة الاحتلال “الكابينت” سلسلة خطوات عقابيّة بحقّ أسرى حماس وشهدائها بهدف الضّغط على الحركة للإفراج عن الجنود الأسرى لديها بغزّة. واشتملت الخطّة العقابيّة على تشديد ظروف اعتقال أسرى حماس وتقليص زياراتهم ووقف إعادة جثامين شهدائها ودفنهم في مقابر الأرقام. وقد تدارس المجلس الصّهيوني عدّة مقترحات من بينها الضّغط على عائلات أعضاء كتائب القسّام وإعادة اعتقال محرّري صفقة وفاء الأحرار. وأكّدت وسائل إعلام صهيونيّة أنّ هناك قرارات لم تظهر إلى العلن ولكنّها ستنفّذ، ومن بينها تشديد العقوبات على أسرى حماس وسحب أجهزة التّلفاز من غرف الأسرى ومنعهم من الشّراء من الكنتين ومنع الزّيارات العائليّة عنهم.
وإنّ هذه الخطوات التي يسعى الصّهاينة من ورائها إلى الضّغط من أجل استعادة أسراه لدى المقاومة الفلسطينيّة لن تجدي نفعا وهي ليست إلاّ دليلا على إفلاس العدوّ وعجزه. وإنّ المطّلع على قضيّة الأسرى ليدرك أنّ الإعلان عن هذه الخطوات العقابيّة بحقّ أسرى حماس وبقيّة الأسرى موجّه بالأساس إلى الرّأي العام الصّهيوني لامتصاص غضبه ونقده للحكومة الصّهيونيّة التي لم تتحرّك بالشّكل المطلوب من أجل تحرير الجنود الأسرى لدى المقاومة عبر صفقة تبادل.
فالأسرى يواجهون تصاعدا لوتيرة الاعتداءات الصّهيونيّة، فالاقتحامات لا تكاد تنقطع والانتهاكات مستمرّة والقتل البطيء عبر سياسة الإهمال الطّبّي صار منهجا معتمدا بصفة رسميّة، والزّيارات المسموح بها قليلة ويتفنّن السّجّانون في جعلها عذابا للأسير وأهله، والممنوعون من الزّيارة بالآلاف… هذا واقع الأسرى والأسيرات الذي يعايشونه قبل الإعلان عن الإجراءات العقابيّة الأخيرة التي ستضاعف حالة الغليان والاضطراب داخل السّجون والمعتقلات بما ينبئ بانفجار وشيك قد يحدث في شهر أبريل القادم.

إنّ الأسرى والأسيرات يدركون تماما أنّ صفقة تبادل ستتمّ وأنّ نور الحرّيّة سيشرق قريبا بإذن الله، وفي انتظار ذلك سيكون عليهم خوض جولة جديدة من الصّراع مع العدوّ الصّهيوني، وسيسجّلون في نهايتها نصرا آخر ضدّ الظّلم والطّغبان، ولكنّهم في مواجهتهم للعدوّ والأصفاد والقيود تكبلّهم ينتظرون منّا جميعا النّصرة والدّعم بكلّ الوسائل والطّرق، ذلك حقّهم علينا وواجبنا تجاههم، وإنّنا سنعجز عن تحمّل المسؤوليّة ما لم نخلص النّية والعمل وننبذ الفرقة والتشرذم والمصالح الضيّقة وغيرها ممّا يسيء لإخواننا وأخواتنا في السّجون أكثر ممّا يفعل العدوّ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى