عين على السجون

سجن الرّملة

 
 

بقلم : أكرم سلامة

يقع سجن الرّملة على طريق الرّملة اللد، على بعد 2 كم من هذه الطّريق أنشئت سرايا الرّملة عام 1934 إبّان الانتداب البريطانيّ على فلسطين، ومثله كل السّرايا التي أنشأها الانتداب البريطانيّ وقامت بتنفيذها شركة "سوليل بونيه" الصّهيونيّة.

بعد قيام الاحتلال عام 1948 تمّ تحويل "سرايا الرّملة" إلى مركز لجيش الاحتلال الصّهيونيّ وفى عام 1953 تمّ تخصيص جزء من السّرايا كسّجن للفدائيّين الفلسطنيّين إبّان ظاهرة فدائيّي مصطفى حافظ.

 

وفي 1967 تمّ تحويل السّرايا إلى سجن مركزيّ للجنائيّين اليهود، إضافة إلى المعتقلين الفلسطنيّين وخصوصًا من منطقة القدس، وتمّ إنشاء مستشفى داخل السّجن تابع لمديريّة السّجون الصّهيونيّة بهدف معالجة الأسرى، ولاحقًا تمّ إنشاء معتقل النّساء "نفى تريتسا" الذي توضع فيه الأسيرات الفلسطينيّات والجنائيّات اليهوديّات.

يعتبر سجن الرّملة المعبر الرّئيسيّ للحركة بين السّجون إذ يتمّ عادة وضع المعتقلين المنقولين من سجن إلى أخر في معبر الرّملة قبل إرسالهم إلى السّجون الأخرى، وسجن الرّملة يحوي في داخله ستّة أقسام و كلّ قسم منها عبارة عن سجن قائم بذاته مستقلّ فى أنظمته وظروفه عن باقي الأقسام الأخرى ومن أقسام سجن الرّملة.

سجن ايلون:
يقع "سجن ايلون" في منطقة الرّملة – اللد وأنشئ عام 1950 بمبنى تايغرت وقد كان في الماضي مركزا للشّرطة البريطانيّة.

معتقل نيتسان:
كانت بداية معتقل نيتسان فى منشأة أقيمت عام 1978 داخل سجن ايلون وسمّي – معتقل الرملة وفى عام 1981 استبدل اسمه الى نيتسان على اسم السجان غوندار رونى نيتسان الدى كان مدير السّجن حينئذ، ويتّسع هدا المعتقل لحوالى 740 معتقلا وسجينا.

سجن نيفيه تيرتسا:
أنشئ عام 1968 وهو سجن النّساء الوحيد في الكيان الصّهيونيّ ودرجة الأمن فيه مرتفعة للغاية، وهو مخصّص لإقامة 220 سجينة ومعتقلة من اسرائيل والمناطق الفلسطينية.

مستشفى سجن الرملة:
يرقد فيه المعتقلون المرضى الذين يعانون من أمراض مختلفة حالة بعضهم خطيرة وتحتاج إلى علاج خارج السّجن واشتكى المعتقلون مرارا من سوء الرّعاية الطبّيّة التى يتلقّونها خاصّة أنّ كثيرا منهم جرحى من جرّاء إصابتهم قبل اعتقالهم ويحتاجون الى إجراء عمليّات جراحيّة.

القسم الغربيّ:
وهو قسم العزل، افتتح خلال الانتفاضة الأولى وتحديدا عام 1989 وهو أحد أماكن العزل الرّهيبة ويقع تحت الأرض والرّطوبة فيه عالية جدّا إلى درجة التّعفّن وتصطفّ زنازينه على صفّين يفصلهما مردوان تعلوه أنابيب مجاري الأقسام العلوية التى تطفح على الدوام وتنبعث منها رائحة كريهة والحياة فيه قاسية جدّا.

وعلى امتداد التّاريخ يعتبر معتقل سجن الرّملة السّبّاق فى خوض الاضرابات ففى مطلع عام 1968 خاض أسرى الرّملة إضرابا مفتوحا عن الطّعام، وكانت مطالبهم الرّئيسيّة فيه وقف الاعتداء الجسديّ ونقلهم من البركسات التى كانت عرضه لمياه الأمطار وطفو المجاري المستمرّ، وفى منتصف عام 1968 خاضوا إضرابهم الثّاني وكان مطلبهم الرئيسي إدخال الدفتر والقلم، وعبر مفاوضات مع الصّليب الأحمر تمّت الموافقة على المطلب، ويعدّ هذا سبقا لأسرى الرّملة قياسا بالسّجون الأخرى حيث احتاجت الحركة الأسيرة لسنوات من النضال حتى تسنّى لها تحقيق هذا الإنجاز.

الإهمال والتسيّب فى مستشفى الرّملة:
تستخدم سلطات الاحتلال سياسة الإهمال الطبّيّ وسيلة لقتل المعتقلين الفلسطنيين وإبادتهم، لكن عزيمتهم وارادتهم استطاعت الصمود أمام كافة الإجراءات المتّبعة بحقّهم من تعذيب وقمع ومصادرة للحرّيّات، ويعدّ معتقل مستشفى الرّملة معقلا لتنفيذ الاغتيالات البيطئة بحقّ المعتقلين المرضى، إضافة إلى استخدام الاطباء اليهود المعتقلين لإجراء التجارب الطبية عليهم، وهم لا يقومون بمعالجتهم وإنّما يكتفون بصرف مسكّنات غالبا ما تكون قويّة جدّا ممّا يؤدّي إلى استهاد عدد من الأسرى خلال فترة قضائهم لمحكوميتهم أو حتّى بعد الإفراج عنهم. فهناك أكثر من 400 معتقل محرّر قتلوا على يد الاحتلال بسبب تفشيّ الأمراض فى أجسادهم أو عبر الاغتيال المباشر.
وتنتهج إدارة السّجون سياسة الإهمال الطبّيّ حيث أنّ هناك أعدادا من الأسرى المشلولين الذين يحتاجون إلى االمساعدة ولكنّ إدارة السّجون لا تقدّم لهم إلاّ  المسكّنات علاجا لكافّة الأمراض. وإمعانا في تعذيب الأسير المريض يتمّ إرساله عدّة مرّات إلى مستشفى سجن الرّملة دون أن تقدّم له العلاج المناسب.
إنّ مستشفى سجن الرملة يشهد تقصيرا ملموسا أمام معاناة المعتقلين المرضى ويفتقر إلى الرّعاية الصحيّة التي جب على الاحتلال توفيرها، ولكنّ إدارة السّجون لا تقدّم العلاج للمعتقل إلا عندما تتدهورصحّته  بشكل واضح ويصبح الخطر عليه أكبر، فتنقله إلى مستشفى سجن الرّملة حتى لا تتحمّل مسؤوليّة وفاته، ولكنّه لا يصل إلاّ  بعد أن أصبح أمر علاجه صعبا جدّا.
وإنّ سجن الرّملة إذ تتعدّد أقسامه فإنّه يظلّ مثالا فاضحا للانتهاكات الصّهيونيّة بحقّ الأسرى والأسيرات في ظلّ صمت دوليّ مريب.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى