الضفة الغربيةشؤوون الأسرى

الكاميرا والقلم ..

سلاح يخيف الاحتلال في الضّفة

 

 

بقلم :أحمد عبد الله

 

قيل إنّ الصّحافة هي مهنة البحث عن المتاعب. ولكن في الضّفة المتاعب هي من تلاحق مهنة الصّحافة.
وتزداد مخاطر الصّحفيّين في فلسطين، وعلى وجهه التّحديد في الضّفة، مع كلّ انتفاضة أو هبّة، وفي كلّ مرّة يكون الصّحفيّون ضحايا لانتهاكات الاحتلال، فلو عدنا إلى مشاهد الانتفاضات في الضّفة، أو الحروب في غزّة لرأينا حجم العدوان الّذي مورس على الصّحافة، من ضرب للصّحفيّين وتكسير للكاميرات، وتنكيل بهم، واعتقالهم وسجنهم لفترة طويلة، وحتّى إصابتهم بالرّصاص، وقصف مراكزهم، كما حدث في الحروب على غزّة، رغم أنّهم يرتدون بزّات مكتوب عليها أنّهم من الصّحافة، وهذا يكفل حقّهم في الحماية ؛من خلال القانون الدّوليّ قرار( 2222)لمجلس الأمن الّذي يحمي الصّحفيّين،ولكنّ الصّهاينة لا يحترمون أيّة قوانين أو مواثيق دوليّة، وليس عندهم حسّ إنسانيّ يمنعهم من انتهاك حقوق الإنسان أوقتله، سواءً كان طفلاً أو صحفيّا.
ومع بداية انتفاضة القدس ازدادت الهجمة الشّرسة ضدّ الصّحفيّين بشكل ملحوظ، ولا تكاد حملة اعتقالات في الضّفة تخلو من اعتقال صحفيّين، فالكلمة والصّورة ترهبانهم، لأنّ الحقيقة تظهرهم على صورتهم الوحشيّة الحقيقيّة أمام العالم، بالإضافة إلى تأثير الكلمة على الشّعب. فأيّ صحفيّ يكتب كلمة ضدّ الاحتلال يعتقل، ناهيك عن الانتهاكات عند مناطق المواجهات، من إصابات
للصّحفيّين وضربهم. وكانت الكاميرا شاهدة على هذه الانتهاكات، فقد قام الجنود بضرب أحد الصّحفيّين بأعقاب بنادقهم على دوّار البيرة، أمام أنظار العالم، حيث بثّ المشهد على شاشات التّلفاز،وانتشر على مواقع التّواصل الاجتماعي.
تعرّض الصّحفيّ الفلسطينيّ لانتهاكات جمّة، فمرة يتمّ إطلاق الرّصاص عليه، ومرّة يتمّ اعتقاله، وهكذا يعيش الصحفيّ في فلسطين محاربا، يواجه كافّة المصاعب والتّحدّيات. وقد بلغ عدد الصّحفيّين الّذين اعتقلوا في بداية انتفاضة القدس، أكثر من  40 صحفيّا بينهم 3 مرضى، فيما أصيب أكثر من 130صحفيّا بينهم حوالي 10صحفيّات، عدا الاستدعاءات والإبعاد عن
مناطق السّكن والحبس المنزليّ.
وما يزال الاحتلال يعتقل 23 صحفيّا من بينهم ستّة يعملون في إذاعة السّنابل،  ومن أبرز الصّحفيّين الأسير الصّحفيّ محمّد القيق الذي أنهى إضرابه قبل أيّام قليلة منتصرا مرّة أخرى على المحتلّ، ويذكر أنّ القيق خاض إضرابه الأوّل لأكثر من 90 يوما وانتصر على المحتلّ بأمعائه الخاوية لكن الاحتلال أعاد اعتقاله، ضمن سياسة تكميم الأفواه المتّبعة ضدّ الصّحفيّين في الضّفة.
وتنعدم الإنسانيّة عند الاحتلال الصّهيوني، ويبرز الإنسان بأكثر الأشكال وحشيّة، حيث مازال الصّحفيّ بسّام السّايح قيد الاعتقال، رغم إصابته بعدّة أمراض، أبرزها السّرطان، وقد أجريت له عمليّة، ولكنّه يظلّ بحاجة لرعاية صحّيّة تتجاوز الحصول على بعض المسكّنات.
إذن هنا في فلسطين، يدفع الصّحفيّ حريّته ودماءه، ثمنا للكلمة الحرّة، فهو مجاهد جنبا إلى جنب مع أبناء فلسطين، سلاحه الكلمة والصّورة، وهدفه إيصال الحقيقة، لا يمنعه اعتقال، ولا إصابة، ولا حتّى الاستشهاد.
ولكنّنا نتساءل دوما إلى متى ستبقى الصّحافة مقيّدة؟ وإلى متى ستتواصل سياسة الأفواه المكمّمة؟

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى