الأسرى المرضىبالورقة والقلم

الأسير الجريح عزمي نفاع

 

بقلم :  أحمد عبدالله

عزمي نفّاع أسير جريح، حرمه الاحتلال من إكمال دراسته الجامعيّة…
24/11/2015 يوم ليس كأيّ يوم مرّ على الطّالب عزمي نفّاع ،الّذي تلقّى وابلا من الرّصاص، وعلى والده الّذي كان ينتظر تخرّجه بشغف ،حتّى يصبح محامياً ،يرفع رأسه به، لكن عزمي اختار طريقا آخر يرفع به رأس والده وبلده، ويدافع عن وطنه.
في صباح أحد الأيّام ،استقلّ البطل عزمي نفّاع سيّارته الخاصّة، وذهب صوب حاجز زعترة، الحاجز الّذي عنوانه أعمال إجراميّة بحق الأطفال والفتيات، وما كان أمام عزمي إلّا أنّ يثأر للحرائر، الّلواتي يعدمن بدم بارد ،لا لشيء سوى أنّهنّ فلسطينيّات.
استقلّ عزمي سيّارته ،واتّجه صوب الحاجز ،وقام بالضّغط على دعسة البنزين ؛ليدهس أمامه عدداً من ضبّاط الاحتلال ،ويوقعهم مصابين ،مابين إصابات متوسّطة وخطيرة ،وثأر عزمي لأخواته أخوات الرّجال ،وللمسجد الأقصى الّذي يئنّ تحت وطأة الاحتلال.

وبدأ وابل الرّصاص ينهار على عزمي ،ويصيبه في معظم أنحاء جسده ،لكنّ اللّه لم يكتب لعزمي الشّهادة بعد ،فهو قد وقع أسيرا بين مخالب الاحتلال المتوحّش ليعاني  في السّجن ظلم السّجان .
عزمي سهيل نفّاع ،من مدينة جنين شمال الضّفة الغربيّة، يبلغ من العمر 22عاماً ،طالب جامعيّ، يدرس القانون في جامعة النّجاح الوطنيّة في نابلس ،كاد أن يتخرّج، لكنّ عزمي كغيره من أبناء فلسطين سلبه الاحتلال أحلامه وطموحاته ، الاحتلال أنهى حياته الدّراسيّة، وهو يقبع حالياً في سجن جلبوع، وأكّد والده، السّيّد سهيل نفّاع في تصريح خاص لمجلة سراج الأحرار ،أنّ عزمي يعاني من وضعٍ صحيٍّ صعب ؛بسب الإصابة الّتي تعرّض لها أثناء الاعتقال، وأنّه مازال ينتظر العلاج.
وأضاف بأنّه تعرّض لعدّة إصابات بالرّصاص ،في أنحاء جسده، تعرض لإصابة  في فكه العلوي أدت إلى استئصال جزء من الّلثة العلويّة والأسنان ،ورصاصة أخرى في كفّ يده اليمنى.
وأكّد والده أنّه بحاجة إلى العلاج ، وأنّ الاحتلال يماطل في علاجه، بحجّة أنّ علاجه تجميليّ لاحاجة له حاليّاً.
يطالب والد الأسير الجريح ، بإطلاق سراحه،حتّى يتمكّن من علاجه ،وليمكّن عزمي من إكمال تعليمه الجامعيّ،
ونشير إلى أنّ الاحتلال حكم على الأسير عزمي، بالسّجن لمدّة عشرين عاماً، بعد أكثر من سنة من المحاكمات بتهمة دهس مجموعة من الجنود على حاجز زعترة، بالقرب من نابلس .
وأكّد والده أنّ حالته الصّحيّة صعبة، وأنّ الإصابة لم تشفع له في التّخفيف من حكمه، ولم يتلقّ العلاج الّلازم لإصابته.
كما أكّد تدخّل عددٍ من منظمات حقوق الإنسان ،ومحامي هيئة شؤون الأسرى، ومؤسّسة الضّمير
الحقوقيّة ،ومنظّمة أطباء الإنسانيّة، لكنّ الاحتلال لم يستجب لأيّ من هذه المنظّمات ،وأصرّ على الحكم عليه بعشرين عاماً ، بالإضافة إلى حكم بوقف تنفيذ مدّتها ثلاث سنوات إلى  خمس سنوات ،ومن الأمثلة على همجيّته ،وكعقاب للأسير وأهله يتّبع الاحتلال سياسة المنع من الزّيارة ،يسمح أحياناً بزيارة واحدة فقط، ومؤخّراً سمح لهم بزيارتين.
إلى متى ستبقى صرخات والد عزمي نفاع بلا صدى؟ وإلى متى يبقى أنين عذابات عزمي ومعاناته غير مسموعة ؟وهل ستذهب سنين عمره سدى دون تحصيل علميّ ؟هل فقدنا  الإحساس، أم هل اعتدنا الإحساس بالألم بصمت ؟إلى متى سنبقى صامتين ؟

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى