بقلم : ثامر سباعنة
معظم الذين تناولوا موضوع الأسرى في سجون الاحتلال ركّزوا على بطولة الأسير وعطائه وتضحيته وكتبوا عن مراحل الاعتقال والتّحقيق، وتحدّثوا عن ظروف المعيشة اليوميّة للأسير، ولكنّهم تناسوا أنّ الأسير إنسان له مشاعره وتفكيره وحياته، وكذلك حاجاته ورغباته وأحزانه، للأسير أحلام وآمال وأمان، فالأسير قد يكون أبا يشتاق لأبنائه، ويحلم بهم ويرسم وجوههم مع كلّ صباح، وقد يكون زوجا يحتاج إلى من تكمله ولمن تكون له السّكينة وتشاركه ألمه وأوجاعه وتسعى جادّة لتخفّف عنه أو قد يكون الأسير ابنا فيسأل عن والديه وإخوته ويرقب أخبارهم مهما كان مضمون الخبر وأهمّيته.
إنّ تربيتنا الشّرقيّة وثقافتنا تسهم في كتم مشاعر الذّكر، ويعتبر البعض ذلك من كمال الرّجولة والبطولة، فيحاول أن يكتم مشاعر الحبّ عن زوجته، أو الشّوق لأبنائه أو حاجته لوالديه، لكنّه في داخله كتلة من المشاعر والأحاسيس والحاجات، فيكتم كلّ دمعة وقهر، ويرسم ابتسامة أمام أبنائه وزوجته وأهله عند الزّيارة ليخفّف كلّ ألمه وليثبت لأحبابه أنّه بخير وأنّه قويّ …
إنّ الأسير مهما بلغ مقدار بطولته وعطائه هو في الأساس إنسان، إنسان يمتلك كلّ المشاعر والأحاسيس الإنسانيّة .. فلا تهملوا إنسانيّتنا.