أدب وفنونحروف على أعتاب الحرية

معزوفة للبقاء

بقلم : منار قراقع

 

أيُغتال الزّهر في ريعان شبابه؟ أتُبعد فلا أسمع سوى صراخك من بعيد أخرجوني من هنا أخرجوني من هنا؟ وإلى متى ستبقى القمر السّجين في دعائي وصلاتي؟ …

اشتقت إلى الوطن الذي بعينيك، وطريق اللّجوء إليه مفقود، أصبح  الطريق وعرا شائكا من الخارج، تملؤه أماكن العبور والمسافات التي تحتاج إلى تصاريح لكلّ زيارة.

ربّما سيتركون لي قلبك دون أن يتمزّق من الألم، القلب الذي تحدّى هذا المحتلّ بصموده وبسالته وخبّأ كلّ الآلام في تفاصيل وجهه التي ترسم معالم الوطن وحنين الأهل، دفن أوجاعه ونكست حرّيّته وقد قُيّدت يداه بسلاسل، وسُمّي أسيرا.
وبالرّغم من قيودك فإنّك ما زلت تمثّل الفكر الثّوري والرّمز الذي يقتدي به أبناؤنا في الدّفاع عن الوطن، وستظلّ خطّ العبور الأحمر في الذّاكرة الذي لا يمسّه النّسيان.

حاولت أن ألملم كلماتي الهاربة بين سجن النقب وعوفر ونفحة وبئر السّبع، حاولت أن أجد مخرجا آخر يخرجني من تلك الزّنزانة السّوداء، حاولت مرارا أن أبدأ بمعزوفة ما ولكن كلّما لامست أصابعي وترها الثّالث أرتجف!

قد تحجبني عتمة السّجن عن بلادي ولكنّها لن تحجب عنّي السّماء، فالأسير يتقن العزف دوما وسيعود مجدّدا ليعزف معزوفة مليئة بالأمل والصّمود تجعله أكثر تشبّثا بسلاح النّصر والبقاء.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى