
بقلم: احمد سعد
أن تكتب عن الأسرى ليس أمرا سهلا فى حدّ ذاته.. اليوم وقد مرّ أسبوع كامل وأنا أكتب ومن ثم أمحو كلّ ما كتبت، ما بين سطور عن مجد أبنائكم انتقالا إلى بطولاتكم ومن ثمّ زنازينكم ووجعكم وحرّيّتكم وما زلت غير مقتنع بكلّ ما أكتب، فلم أر فى كلّ ذاك شيئا ولو بسيطا يوفي جزءا من حقّكم، الخجل الذي بات بيننا لعظمتكم جعل منّي شخصا عاجزا عن كتابة حتّى اسمه رغم ما أملكه من موهبة قويّة فى الكتابة والتّعبير لا يغفل عنها أحد.
أصبحت لا أجد فى اللّغة مفردات بحجم مكانتكم كى أحدّثكم بها، أو بالأحرى بتّ أشعر أنّى لست بحاجة لأن أكتب لكم وعنكم بقدر ما أنا فى أمسّ الحاجة للجلوس معكم نتحدّث سويّا بلغة القلوب، أسألكم عن مجدكم وبطولاتكم وأتعلّم منها لأبني مستقبلي بشرف مثلكم، صوركم علّقتها على جدران منزلي وكلّما يئست نظرت إليكم لأستمدّ الأمل ومن ثمّ أبتسم.
دعوني أخبركم عن حقيقة اقتنعت بها بعد عام كامل من الكتابة المستمرّة عنكم “والله فى الكتابة عنكم حلاوة لو ذقتموها لاخترتم أن تكونوا أحرارا لتكتبوا عن الأسرى” لا تسألونى عن هذه الحلاوة فلا أنا ولا غيري يعرف عنها شيئا سوى تلك السّعادة التى دائما ما تصحبها دموع الحنين لرؤيتكم والصّلاة برفقتكم فى باحات الأقصى المبارك.
ذات يوم كنت أتحدّث مع أحد أصدقائي عنكم وسألنى كيف أتواصل مع زوجاتكم وأهاليكم لأكتب عنكم وما هي تلك الأسئلة التي أمليها عليهم لأخرج بتلك الإجابات والقصص القويّة فكان ردّي عليه فى جملة واحدة “الصّمت فى حضرة الأسرى وذويهم جمال” وتفاجأ وقتها حين قلت له أنّي لا أسأل كما يعتقد الجميع فقط أنا أخبرهم عن رأس الموضوع وأتركهم يطلقون العنان فكلّ دقيقة من حياتهم هي كتاب أقرؤه وأتعلّم منه ” حياتهم .. صبرهم .. إيمانهم ” كلّ هذا وأكثر حين تسمعه منهم تعلم أنّهم الأعظم.
أعلم جيّدا أنّ بداخلكم وجع الغربة والحنين للأهل والأبناء ولكن ماذا لو قلت لكم أنّ أبناءكم فخورون بكم وأصبحوا مرفوعي الرّأس فكلّ منهم يرى فى نفسه “ابن البطل” الذي ضحّى بحياته من أجل وطنه ودينه وهو ما كتبته حين تحدّثت مع أبنائكم عن رؤيتهم لكم وقلت على ألسنتهم “أنا ابن البطل”.
وأخيرا وقبل الختام أقول لكم نحن لسنا محتاجين إلى يوم واحد فى العام لنكتب عنكم أو نتذكّركم فكتابتنا لن تنقطع وتذكيرنا للعالم كلّه بأنّكم أبطال لن نغفل عنه، وأقلامنا لن تنساكم طيلة حياتنا، فيا ساكني زنازين الصّهاينة” قلمي معكم وسلامي لكم.