الأسرى المضربينكي لا ننسى

إضراب الكرامة…

على طريق الحرّيّة والانتصار

بقلم : ثائر حلاحلة

 

إنّ الحركة الوطنيّة الأسيرة هي جزء أصيل من نضال الحركة الوطنيّة وامتداد لها منذ بداية الاحتلال.  فالأسرى هم إخوة الشّهداء وبالتّالي هم الأكثر استعدادا للتّضحية والفداء والعطاء بعد الشهداء الذين وهبوا أرواحهم من أجل وطنهم وقدسهم فقدّموا دماءهم الطّاهرة المقدّسة بغية رفع العتمة والظّلام عن اسوار المسجد الاقصى المبارك…  إنّ الأسرى اليوم وبكلّ ألوانهم وأسمائهم وحركاتهم يتصدّرون مشهد التّصدّي والمواجهة في وجه الكيان الغاصب المحتلّ بأمعائهم الخاوية وإضرابهم عن الطّعام، إنّهم يراهنون على رسم الخريطة الوطنيّة بجوعهم وقهرهم …للأسرى إسهامات ونضالات ومشاركات على صعيد توحيد الكلّ الوطني بهدف  تعزيز خيار المقاومة والجهاد وذلك من خلال “وثيقة الأسرى” التي أجمعت عليها الفصائل الوطنيّة والإسلاميّة رغم وجود تحفّظ على بعض بنودها … أمّا اليوم، ومع انطلاق معركتهم مع السّجّان الصّهيوني، فالمطلوب منّا جميعا إنهاء خلافاتنا وانقسامنا البغيض والتوّحد معهم في جبهة واحدة  تدعم نضالهم المشروع الذي يعدّ حقّا طبيعيّا والحقوق لا تستجدى وإنّما تنتزع من أنياب السّجّان. هذا ما علّمنا إيّاه الأسرى في معاركهم الجماعيّة والفرديّة، وهذا ما ترسّخ فينا من خلال ما حقّقه الأبطال الشّيخ خضر عدنان، منى قعدان وعطاف عليان ورفيق دربي في معركة الإضراب في عام 2012 كما هو الحال مع الأسير المحرّر بلال ذياب الذي أعطى درسا في معاني الفداء والتّضحية من خلال إضرابه، فهو لم يرفض الطّعام فحسب، بل رفض الحديث مع ضبّاط إدارة السّجون التّابعين للاحتلال ومخابراته …والنّماذج كثيرة عن  البذل في سبيل الحقّ الفلسطيني مثل سامر عيساوي، حسن الصفدي، ايمن اطبيش، عادل حربيات، يونس الحروب، محمد علان، مالك القاضي، عياد الهريني، أيمن وداود حمدان وطارق قعدان، جعفر عزّ الدّين….

إنّ الأسرى اليوم، في إضرابهم القاسي، مصرّون على  المضيّ في خطواتهم لنيل مطالبهم الإنسانيّة والحياتيّة المعيشة مثل حقّهم في زيارة أهاليهم وأبنائهم وحقّهم في التعليم ..والحدّ من سياسة العزل الانفرادي وعلاج المرضى بطريقة منتظمة ومطالعة  الصّحف والمجلات والكتب ..وإلغاء سياسة الاعتقال الإداري التعسفي الظّالم. ببساطة، يطالب أسرانا اليوم بوقف هذا النزيف المتواصل، غير القانوني والتّعسّفي. فهم يطالبون بحقّهم الشرعي في تناول الطّعام الجيد والصحي.

إنّها مطالب بسيطة ولكنّ المطلب الأهمّ هو تحرّرهم من السّجن والقيد وهنا يكمن دورنا ودور المقاومة التي أثبت قدرتها على العمل من أجل تحريرهم.

                                    

مع تواصل الإضراب الذي يشارك فيه الأسرى من كل الفصائل، نرى أنّ الوحدة هي سرّ الانتصار حيث يضمّ هذا الإضراب أبناء حركة فتح فهم الأكثر عددا في هذا بمعيّة أسرى حركة حماس والجهاد الاسلامي والحركتين الدّيمقراطية والشّعبيّة وحزب الشّعب إلى جانب أسرى لا ينتمون لأيّ فصيل بل ينتمون إلى فلسطين الأرض والوطن والهويّة.

إنّ الأسرى ليسوا وحيدين في معركتهم، بل معهم كلّ المخلصين والأوفياء والأحرار.

وستبقى رسالتهم رسالة الحرّيّة والعزّة والكرامة وشعارهم الخالد “الكف يناطح المخرز” ..مخزر السّجّان …والجوع “صح كافر” ولكنّه يكسر القيد ويحقّق المطالب: الحرّيّة موعدنا والانتصار حليفهم….

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى