بقلم : هبة ابو ستة
تنهيدة الوجع التي تعصف بجسده المثخن بالأمراض والآلام وسرطان ينهش في كبده بنهم وعيون قاربت على انطفاء نورها وباقي أوجاع لا تعرف الهدوء أو السّكون، ومسكّنات لا تُشفي الأورام الخبيثة ..فيصرخ من وجعه وهو مقّيد بالأغلال فيما السّجّان والطّبيب الصهيوني يكملان التّعذيب.
في التاسع من حزيران عام 2003 اعتقل الشّاب يسري عطيّة المصري ابن مدينة دير البلح بتهمة الانتماء لسرايا القدس جناح الجهاد الإسلامي المسلّح .. كان الشّاب يسري في السّنة الجامعيّة الأولى يدشّن أولى خطوات المستقبل، لكن الاعتقال جاء وهدم كلّ الخطط ومشاريع المستقبل فقد حكم عليه الاحتلال بعشرين سنة سيقضيها في سجونه..
دخل االشّاب السّجن بوجه نضر وجسد سليم، ولكنّه بات الآن يعاني من انتشار متقدّم للسّرطان في الكبد وتضخّم في الغدّة النّخاعية في الدّماغ ونزيف يصاحبه آلام في القلب والصدر وضعف شديد في الرؤية وضيق تنفّس وصداع دائم ودوخة وهزال شديد… فالعدو رفض عرضه الأسير على طبيب مختص منذ بداية شكواه وعندما بلغت حالته الصّحيّة درجة خطيرة للغاية تخوّفت استخباراته من عدم قدرته على الاحتمال أكثر… ورغم ذلك لم تحرّك إدارة السّجون ساكنا بعد.
وأمام استمرار سياسة الإهمال الطّبي المتّبعة بحقّه يضرب يسري المصري عن الطّعام احتجاجا على سوء المعاملة التي يتلقّاها، فيما يتخوّف ذووه من خبر قاسٍ قد تحمله الأيّام في طيّاتها يوما، فوجع الأسر بات مرهقا والجسد المنهك أتعبته جلسات الكيماوي المتقطّعة في سجون احتلال لا يعرف رحمة أو شفقة.