زاجل الأسرىكي لا ننسى

أمّ ناصر أبو احميد..

 أمّ لشهيد وأربعة اسرى

 

بقلم : أحمد عبد الله


أمّ صابرة مرابطة مجاهدة، لو جمعنا كلّ كلمات الفخر ونظمنا فيها الأشعار، ولحنّا فيها كلّ الأغاني، لن نعطيها حقّها.
هي أمّ ليست كأيّ أمّ،  صبرت على فراق أبنائها الّذين أمضوا زهرة شبابهم خلف القضبان. علّمتهم حبّ الوطن، وأرضعتهم حليب العزّة والكرامة، حتّى غدوا  رجالاً يتغنّى ببطولاتهم كلّ الوطن، فهي تستحقّ لقب خنساء فلسطين.

أمّ ناصر ربّت أبناءها على حبّ المقاومة والجهاد والتّوق إلى الشّهادة،
أمّ ناصر لها سبعة من الأبناء، ذاقوا جميعا مرارة الاعتقال،  واستُشهد أحد أبنائها خلال الانتفاضة الأولى، ومازال أربعة من أبنائها في سجون الاحتلال الصّهيوني يقضون أحكاما بالمؤبّدات. وأكبرهم ناصر الّذي يقضي حكما بالسّجن 7مؤبدات و20سنة، وهو معتقل
منذ 13 عاما لمّا كان في عمر الطفولة، ناصر ممثّل الأسرى في سجن عسقلان، ويعاني وضعا صحّيّا صعبا، ويرفض أخذ العلاج، والسّبب هو أنّ الاحتلال ينقله مقيّد اليدين والرّجلين إلى مستشفيات الاحتلال.

يخوض ناصر حاليا إضرابا عن الطّعام ،في معركة الكرامة مع إخوانه الأسرى، والّذين يبلغ عدد المضربين منهم 1800 أسير.
نجلها الثّاني شريف محكوم  خمس مؤبّدات، أمّا ابنها الثّالث محمّد فهو محكوم بمؤبّدين و30عاما، في حين يقضي نصر حكما بخمس مؤبّدات.
وتتّهم سلطات الاحتلال أبناءها بالقيام بعمليّات قتل وإطلاق نار باتّجاه المستوطنين والجنود الصّهاينة.
وحين سُجن أبناؤها الأربعة، في محاولة لكسر إرادة أحدهم في التّحقيق، قام الاحتلال بالاتّصال بأمّه ظنّا منهم أنّها ستشجّعه على التّنازل، ولكن هيهات لم يعلموا من هي أمّ ناصر، فأثناء المحادثة الهاتفيّة قالت لابنها المعتقل، بلهجتها الفلسطينيّة “يمّا هاي مواقع الرّجال، إذا فتحت ثمّك ترجعش على الدّار، طلعت زلمي ارجع زلمي”
وقد حملت أمّ ناصر قضيّة الأسرى على عاتقها منذ عقود، فلم تترك فعاليّة  تضامنيّة مع الأسرى، إلاّ وتكون دوما على رأسها فتصدح بصوتها لتشدّ من عزم أهالي الأسرى وتدعوهم إلى الثّبات، وتزرع فيهم الأمل بأنّ الحريّة قريبة مهما وضع الاحتلال أحكاما بالمؤبّدات.
وقد أعلنت أمّ ناصر أبو حميد الإضراب المساند للأسرى في معركة الحرّيّة والكرامة الّتي أعلن عنها في 17 نيسان.
وقد جرى نقل المناضلة أمّ ناصر إلى مجمّع فلسطين الطّبيّ، في مدينة رام اللّه بسبب إضرابها المتواصل مساندة لأبنائها الأربعة وللأسرى الفلسطنيّين.
ويُذكر أنّ أمّ ناصر تقيم في مخيّم للّاجئين الفلسطنيّين، مخيّم الأمعري في رام اللّه.
يالهذه الأمّ التي تضرب بصبرها وصمودها أعظم الأمثلة على الجهاد والثّبات، لكنّ قلبها مع أبنائها، هم لم يغيبوا عنها لحظة، وهي ظلّت تساندهم وتدعو لهم، كيف لا وهم من رفعوا رأسها عاليا، من قاوموا المحتلّ الّذي هجّر أجدادهم من بيوتهم وأراضيهم.

إنّنا نقف بتواضع أمام هذا الصّمود والتّضحية، نعم إنّها الأمّ الفلسطينيّة أمّ ناصر خنساء فلسطين.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى