بقلم : هنادي المغربي
شهرُ رمضان في ميزانِ الأسير أحمد المغربي شهرُ جني الثمار، يستغلُ كلَّ أوقاته لتجني عائلته ما تستطيعُ جنيَهُ. فأحمد كعادته يبدأُ يومَه بقيام الليل، يسمعُنا ترتيلَه ليغرسَ في نفوسِ أطفالِه حُبَّ القرآن، فيداعبَ صوتُهُ آذانَنا لنستيقظَ إيذانا بيومٍ رمضانيٍّ جديد، نسعدُ فيه ونجني من الخيراتِ والثّوابِ الأجر العظيم -بإذن الله تعالى- ما بين صيامٍ وقيامٍ وتسبيحٍ وتهليلٍ وختمةٍ يوميةٍ للقرآن الكريم، يدرّبُ أولادهُ على حفظِ القرآن الكريم، يتتبّعُ أمورَهم، يساعدُهم، ويحنو عليهم. يتفقّدُ والديه وأهلَه، يمسحُ عنهم تعب سنين عجاف أخذت منهم ما أخذت، برّا برحْمِه وبزوجه، عطوفا على الكبير والصّغير، القريب والبعيد، كريمَ النفسِ في كلِّ الأوقات.. فكيف إذا كان شهر رمضان الكريم؟
إنّه معَنا، حولَنا، يتفقدُنا، يساعدُنا في إعدادِ وتقديمِ الإفطار؛ ليُعلِّمَ أبناءهُ التعاون، يمازحُهم ليضفي أجواءً حيويةً في السّاعة الأخيرةِ من اليوم، يجلسُنا حولَهُ، فنقومَ جميعُنا بالذّكرِ والدّعاءِ قبل آذان الفجر، يذهبُ بصحبةِ أبيه وابنه لصلاة التراويح، وبعدها يجالسنُا ويمسحُ عنّا آلام سنينٍ قضيناها دونَهُ خلال الخمسة عشر عاما الماضية….
ها هو صوتُ المؤذنِ ينادي -أن قوموا إلى السّحور رحمكم الله- فيهزُني و يخرجُني من حلمي الجميل، من حلم النجاة والإفراج إلى واقع الحياة المرير.. فأنا لم أعايشُه يوما رمضانيا واحدا؛ إذ اختطفته أسوار سجنٍ لعين قَبْلَ أن نتمّ الخمسَ شهورٍ على زواجنا. وفي اليوم الأوّل من شهر رمضان الكريم لعام 1438هـ يدخل حبيبنا وعماد بيتنا الأسير أحمد المغربي عامه السّادس عشر في الأسر…