الضفة الغربيةشؤوون الأسرى

الأسير أمين حمدي الرّجبي روح تطرق أبواب الحرّيّة ولا تملّ

بقلم : هبة ابو ستة

 

عام تبقّى بكلّ أرقه وعذابه وسيتحرّر من الأسر ليتنسّم عبير الحرّيّة، عام سيقضيه بكلّ تفاصيله الدّقيقة، وكأنّها أولى بدايات الاعتقال وعيناه على باب الزنزانة في انتظار أن يُفتح، فيجمع أغراضه ويخرج لملاقاة من هم خارج الأسر ينتظرونه منذ خمسة عشر عامًا.
أمين الرّجبي الذي اعتقل بتهمة الانتماء إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام, لم يكن أبدا ليقبل أن تمرّ مشاهد إهانة جنود العدو لأبناء شعبه مرور الكرام, فانتفض كما عنب الخليل الذي يصبح علقما في حلق المحتل, انتفض انتفاضة الأسد الهصور, فألقى في إحدي المرّات عبوة ناسفة على خطّ 60 قرب مغتصبة كريات أربع التي باتت تشكّل قاعدة إرهابية صهيونية تضم المجرمين وشذّاذ الأرض.
وفي حادثة أخرى قامت خليّته القسّاميّة بتفجير عبوة ناسفة في مجموعة من جنود العدو كانوا يتواجدون بالقرب من الحرم الإبراهيمي الشريف, يمارسون بطشهم وإرهابهم, حتى فاجأهم أمين بغضبه عليهم .. هذه الخليّة التي كانت تؤرق نوم المستوطنين الذين يمرّون بعرباتهم يوميّا على الطّرق القريبة من المستوطنة.
عايش الأسير الرجبي آلام السّجن, ومرارة التّعذيب في أقبية تحقيق لا يعرف المحقق فيها أي معنى للشّفقة أو الرحمة, لكنّه ظل ينتظر وما زال مخاض الفجر عند أعتاب الأسر, يراقب نوره المتسلّل عبر نوافذ روحه التّوّاقة للحرّيّة ولنور الشّمس.
فقدالأسير خلال الأسر الكثير من الأهل, فثلاثة من أعمامه توفّوا دون أن يودّعهم إلى مثواهم الأخير .. لكنّه كما عنب الخليل ظل شامخا صابرا متجدّدا, فواصل تعليمه حتّى حصل على بكالوريوس في التّاريخ من جامعة الأقصى.
خمسة عشر عاما مثقلة بالآلام والوجع ومرارة الفقد والإصرار, عاشها الأسير ينتظر ساعات الفرج.. كلّ هذه السنوات أهداها أمين لمحبوبته فكان أمينا على عشقها, ولأسرارها التي باحت له بها قبيل الأسر, وعبر نسمات الهواء التي تسلّلت إلى زنزانته, أنّها باقية على عهدها تنتظره, وتحضّر له الحنّاء والحلوى لترشّها عليه يوم يكسر القيد, وأنّ ضفائرها النّديّة تنتظره كلّ صبح ليزيّنها لها بأكاليل الغار وتاج العزّ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى