الضفة الغربيةشؤوون الأسرى

الأسير ناصر العورتاني وأحلام الطّفولة المغتالة

 

بقلم : أحمد عبد الله

 

ناصر العورتاني الأسير الطّفل الذي كبر وترعرع خلف تلك القضبان والجدران العالية، ناصر

الذي تربّى تربية جيّدة على حبّ الوطن, ورضع حليب العزّة والكرامة, ناصر اليوم قائد بعد أحد عشر عاماً في الأسر، فلقد أصبح شاويش يمثّل زملاءه الأسرى أمام السّجّان وينقل مطالبهم إلى إدارة السّجن, ويراعي أمورهم بالقدر المفتوح الذي يظلّ ضيّقا ومحدودا.
اعتُقل ناصر طفلا عندما كان يبلغ من العمر15 سنة في ليلة الخامس والعشرين من أيار 2004, انتُزع ناصر من حضن عائلته وحُرم من مدرسته التي أحبّها وحُرم من أصدقائه الذين كانوا يلهون ويلعبون في الحارة التي احتضنته فأحبّته واحّبها كما أحبّ فلسطين كلّ فلسطين من نهرها إلى بحرها.
أُقفل باب السّجن على ذلك الطفل  الذي بقي قابعا في التّحقيق 42 يوما في ما يسمّى تحقيق بتاح تكفا رأى فيه أشدّ ضروب التّعذيب بكافّة أنواعه الجسدي والنّفسي ضدّ طفل أعزل لا يملك سوى جسده العاري وقلبه المليء بحبّ الوطن وإرادته القويّة التي لا تعرف الانهزام ,وبعد عام تقريبا أصدر بحقّ البطل الطفل ناصر عورتاني من مدينته نابلس حكما بالسّجن لمدّة عشرين عاما وهي أطول فترة يحكم بها أصغر أسير فلسطيني في ذلك الوقت، وهو يقيم ناصر حاليا في سجن مجدو.

لم يكتف الاحتلال باعتقال ناصر بل قام باعتقال والدته وقضت حكما بالاعتقال الإداري  13شهرا ولم يكفه ذلك بمنعها من زيارة ابنها بعد الإفراج عنها لأنّها أسيرة محررة واستمرّ منعها من الزيارة لمدة سنتين. وقالت أم ناصر بعد الزيارة “كبر ابني ولم أستطع التّعرّف على لحيته التي نبتت… وجدته فارغ الطول, توحي طريقة حديثه بأنّ ناصر الطّفل قد كبر، وهو يكبر عاما بعد آخر وينتقل من مرحلة عمرية إلى أخرى بعيدا عن المناسبات والأعياد وفصول السّنة.” وهو يطلب كما تقول والدته صور الثلج ليقلّب بياضها في سواد السّجن  يردّد أنّ حلمه اللّعب في الثلج كما كلّ أطفال العالم.

ويذكر أنّ الاحتلال يعتقل الأطفال بشكل صادم ويعرّضهم للتّحقيق الجسدي والنفسي ولا يراعي القوانين الدولية التي تكفل حقوقهم في ظل الصمت العالمي عما يحدث من انتهاكات لحقوق الإنسان داخل تلك السّجون.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى