الأسرى المرضىبالورقة والقلم

طبيب أسير

 يكشف حقيقة معاناة  الأسرى المرضى

بقلم: امين ابو وردة

 

كثيرا ما يتطرّق الإعلام إلى قضيّة الأسرى المرضى وطرق تعامل مصلحة سجون الاحتلال معهم سواء داخل السّجون أو في المشافي التي ينقلون إليها. ولكن عندما يكون الأسير طبيبا من جلدتهم ويعاني كل أصناف العذاب والاعتقال فإنّه يصح لا شكّ الأقدر على إبراز أشكال المعاناة من الناحية الطبية والصّحّية.

ولقد حدث قبل سنوات أن قاد القدر طبيبا فلسطينيّا إلى أحد سجون الاحتلال فأضحى عنوانا لزملائه الاسرى بديلا عن طبيب السّجن، فقد صاروا يخيّرون شرح أوجاعهم الصحية إلى زميلهم الأسير الطبيب يزيد نواجعة من بلدة يطّا قضاء الخليل عوضا عن ممرّض السّجن أو طبيبه التّابعين لمصلحة السّجون. فكانوا يتلقّون إجابات تشخيصية لما يشعرون به من أوجاع ولكن الطّبيب الأسير كان عاجزا عن مدّهم بأكثر من ذلك لأنّه لا يملك الدّواء بل يكتفي بإرشادات ونصائح نظريّة.

ويقول الدكتور الذي أنهى دراسة الطّبّ في الخارج أنّ كلّ حياة الأسر ومحطّاته مليئة بالأمراض حاصّة فترة التّحقيق التي تنعدم فيها الشّروط الصّحّية اللاّئقة لبني البشر حيث تنعدم النّظافة في المكان والفراش ممّا يسبّب الأمراض الجلدية والفطريات. وأضاف أن بقاء الأسير خلال فترة التحقيق “مشبوحا” يؤدي إلى أوجاع في العضلات والمفاصل وكثيراً ما ينتج عنها الغضروف وضعف في العمود الفقري وتقلّصه.

وأشار نواجعة إلى أن الرطوبة أيضا في الزنازين وغرف السّجن تمثّل البيئة الخصبة لتكاثر البكتيريا مما ينعكس عليها أيضاً فطريّات وأمراض جلدية.

أما قلة التغذية كمّا ونوعا فتؤدي إلى زيادة نسب ضعف الخصوبة الجنسيّة ممّا يرفّع من إمكانيّة حدوث العقم والقدرة على الإنجاب. وحول مدى تعرّض الأسير إلى الشّمس قال إن الفترات التي يتعرّض فيها الأسير إلى الشمس محدودة جدّا وفي أوقات محدّدة، أما في فترة التحقيق فإنه لا يرى الشمس بتاتا ويتلقى تهوئة غير صحّيّة عبارة عن فتح وشفط للهواء عبر أجهزة تكييف وتبريد، ويلعب كلّ ذلك دورا سلبيّا على صحّة الأسير. كما أنّ طبيعة الضّوء وتعرض الأسير بالليل والنهار لنفس نوعية الإضاءة وجلها ضوء أصفر يتسبّب بالضّرورة في أضرار على شبكة العين. ولقد اعتبر الدّكتور يزيد أن التوجه إلى طبيب السجن أمر روتيني يأخذ فيه علاجا شفويا لأعراض المرض وليس للمرض بحدّ ذاته كما أن الأدوية المتوفرة لا تسدّ حاجات الأسير المريض.

وأكد نواجعة أن السّجن يولّد أمراضا كثيرة للأسرى منها البواسير بسبب انعدام الحركة خاصّة خلال فترات التّحقيق وانتشار الفطريّات وتسوّس الأسنان والدّيسك، كما أن النقل عبر البوسطة لساعات وحتّى أيام بمركبات غير مخصّصة لنقل البشر يؤدي إلى عوارض خطيرة سواء من الناحية النفسية أو الجسدية، فالكبت والعزل يؤديان إلى اختلال في المشاعر والانسجام مع الآخرين خاصة بعد الإفراج عن الأسير وقضائه فترات طويلة تنعكس على أسرته ومحيطه.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى