حلقة وصلكي لا ننسى

ناصر الأسرى …حسب قدرتك


بقلم : ثامر سباعنه – فلسطين


ماذا أفعل لأجل الأسرى؟؟

كيف أناصرهم؟؟؟ ماهي الأمور التي يمكنني أن أقدّمها لقضيتهم ؟؟
أسئلة كثيرا ما أسمعها تتردّد على الألسنة .. إخوة مسلمون وإخوة عرب وحتى من أبناء شعبي الفلسطيني، جلّهم محتار ويبحث عن وسيلة لنصرة الأسرى.
الأسرى لا يطلبون المستحيل، ولا يحتاجون ما هو فوق الطّاقة والقدرة، إن نصرة الأسرى ميدان واسع ويمكن لأيّ شخص مهما كانت إمكاناته أن يضع لبنة من لبنات النصرة.
الدّعاء أوّل أركان هذه النصرة، ولا تستهينوا بالدّعاء، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ أَنْ يَرْفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ، فَيَرُدَّهُمَا صِفْرًا“ فالدّعاء السّلاح القويّ الفعّال والذي يمكن لأيّ شخص وبايّ مكان وزمان أن يلجأ إليه، وهو دليل على الانتماء الحقيقي لوجع الأسرى.
ناصر الأسرى عبر الدعم المادّي لتوفير حياة كريمة لعائلاتهم ، قال تعالى في سورة الإنسان:”ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله ،لا نريد منكم جزاء ولا شكورا”
فعندما يشعر الأسير أن عائلته التي تركها خلفه تعيش حياة كريمة وأن شعبه وأمته قد كفلوهم و وفّروا لهم سبل الحياة الكريمة فان نفسيّته تتحسّن وترتفع معنويّاته ويكون أقوى أمام السّجّان وأكثر صمودا، بل ويسكن الأمان قلبه.
اُنصر الأسرى وأهاليهم عبر التواصل مع عائلاتهم وتفقّدهم والاطمئنان الدّوري عليهم عبر وسائل التّواصل المتاحة، أو زيارتهم إن أمكنك ذلك، وحتّى التواصل مع الأسرى أنفسهم من خلال الرّسائل والاتّصالات المذاعة في الإذاعات المحلّية من خلال برامج الأسرى التي تبثّها هذه الإذاعات، وصدقا لهذه الرسائل والاتّصالات الأثر العظيم في الأسير، فعندما كنّا نسمع رسالة أو اتّصالا لنا من إخوة وأخوات لا تربطنا بهم رابطة قرابة بل تربطنا بهم الإنسانيّة وعدالة قضيّتنا، كنّا نفرح كثيرا ونشعر أن هناك من يذكرنا، وكنا ندرك أنّ لعملنا أثرا وقيمة.
ناصر الأسرى من خلال تسخير وسائل الإعلام لنصرتهم ونشر قضيّتهم ووجعهم، واستخدم كلّ وسائل الإعلام المتاحة واحرص على أن تنقل الصّورة الصّادقة الواضحة عن الأسرى وبكلّ لغات العالم، وأن لا نكتفي باللّغة العربيّة فقط، بل اقتحم الشّارع الغربي بلغته وعبر الصّورة والفلم الوثائقي والأغنية والرّسم، اكسر قاعدة أن “قضيتنا عادلة لكنّ المحامي غير خبير” ولتكن ذا خبرة وأكثر إتقانا لنصرة قضيّتنا العادلة.
اُنصر الأسرى عبر المشاركة بفعاليّات التّضامن معهم، أو قم أنت بهذه الفعاليّات، من مسيرات واعتصامات ومعارض الصّور والمهرجانات الخطابيّة ومسابقات الرّسم والخاطرة والمقال، والنّدوات…. وغيرها وغيرها من الأفكار الإبداعيّة التي يمكن أن تصل إلى أكبر عدد من النّاس في مختلف أنحاء العالم.
أسّس جمعيّات أو شارك بجمعيّات ومؤسّسات قائمة فعليّا لنصرة الأسرى، وساهم في دعمها وتقويتها، ولتكن كلّ مؤسّسة متخصّصة في مجال من مجالات العمل، فمؤسّسة تعنى بالأسرى من ناحية قانونيّة، ومؤسّسة تُعني بعائلاتهم، وأخرى تهتمّ بالجانب الإعلامي وهكذا … وبذلك يتوزّع الحمل وتنتشر القضيّة بشكل أفضل وأوسع، ويكون لها أثر فعليّ على الأسرى.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى