أدب وفنونحروف على أعتاب الحرية

بين الجدران

 

 

كتبت: تسنيم ابو هويدي.

ظنّوا أنّهم ينزعون حرّيّتي ..يبعدونني عن قضيّتي ويسرقون منّي وطني وهويّتي ..عبثا حاولوا إغرائي باغتنام شبابي، “كيف لك أن تهترئ في سجوننا من أجل وطن لم يعد لك؟..”

أحمقى هم !! يظنّون أنّهم سلبوا منّا الوطن بل هم ضيوف طال مكوثهم !!

أسير في سجونهم هكذا المصطلح.. لكنني أسير في هواها ورباها..في قدسها وأقصاها.. أتجرّع في زنزانتي الظّلم والقهر وأرتوي كأس صبري من حبّها.. أطالع الجدران التي حفظتني وسريري المهترئ غطاؤه..ملابسي القديمة التي لا تؤويني من برد الشتاء وساحاتهم التي لا تحميني من لهيب الصّيف الحارق …أطالع الوجوه التي حفظت معالمها عن غيب وبها نسيت ملامح وجهي… من أنا وماذا حلّ بي!!

أجول بين ثنايا ذاكرتي علّ صورة أمّي تمرّ فألقي عليها تحيّتي وأحظى بقبلة منها تنتشلني من طيف حزني ..ولعلّي أقابل صورة لأبي أتأمّلها وهو على فراش موته أسألها أكان راضيا عنّي؟ ..ومن بين الصّور تتراءى لي طفلة في فناء منزلنا تلهو يقال أنها كبرت وما عادت صغيرة تنتظر أن تنام على صوتي وأنا أغنّي !!

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى