زاجل الأسرىكي لا ننسى

الأسرى والعمل الدّعوي

بقلم:  ثامر سباعنه

 

في معركة ساحتها السّجون، يسعى السّجّان بكل طاقته إلى إفراغ روح الأسير وعزيمته، أمّا الأسير فيواجه كلّ ذلك بالحفاظ على قوّته وقيمه وأفكاره وعطائه بطرق شتّى، ولعلّ ميدان العمل الدّعوي من بين تلك الطّرق وأحد ميادين هذا العطاء والصّبر والثّبات التي يبدع فيها الأسير في قيده.

لا أبالغ إن كتبت أنّ الأسير لا يترك مجالا أو ميدانا إلاّ ويسعى جاهدا لتسخيره في خدمة الأسرى والتّخفيف عنهم، والعمل على تحويل حياتهم إلى حياة قريبة من الحرّيّة، وقد جسّد الأسرى العديد من الأفكار والمشاريع الدّعويّة التي تهدف الى تقريب الأسير من دينه، والتّخفيف عنه، وتذكيره بالأخلاق والقيم والمبادئ الإسلاميّة، فنحن ندرك أنّ قربنا من الله سيخفّف عنّا كثيرا داخل هذه السّجون.

ومن بين الأفكار والمشاريع الدّعويّة التي قام بها الأسرى كانت فكرة البطاقة الدّعويّة، فقد صمّمها الأسرى، ورسموا على البطاقات الأزهار وبعض الزّينة … وكتبوا عليها عبارات دعويّة وأذكارا وتسابيح..وفي ساعة محدّدة متّفق عليها تمّ توزيع تلك البطاقات على الأسرى في السّاحة -الفورة- بحيث يطبّق كلّ أسير المطلوب منه في البطاقة لمدّة خمس دقائق، وللعلم هذه البطاقات عبارة عن مخلّفات الحلويّات أو كرتون البضاعة.

وممّا يقوم به الأسرى أيضا أنّهم كانوا يحدّدون ساعة معيّنة ويقوم أحدهم بالإعلان بصوت عال : خمس دقائق تسبيح يا مجاهدين، فتجد كلّ الأسرى في السّاحة قد بدؤوا بالتسبيح والذّكر لمدة خمس دقائق.

ولا ننسى خطبة الجمعة، وكذلك المواعظ بعد صلاة العصر، وما تحويه من قيم وأفكار تعالج واقع الأسرى ، وتطرح أمورا تهمّ الأسير وتعينه على الصّبر والصّمود والثّبات في الأسر.

أمّا الدّورات الدّعويّة فمنها الكثير الكثير، حيث يسارع الأسرى إلى تنفيذ دورات في الخطابة والوعظ والإرشاد، كما يبحثون في الكتب القيّمة التي تقدّم ما يفيدهم.

ومن بين الأفكار الجميلة التي شاهدتها في بعض السّجون، تعليق عبارات دعويّة مع رسومات جميلة في غرف الأسرى، علما بأنّ إدارة السّجون غالبا ما تسارع إلى مصادرة هذه الرّسومات ومنع تعليقها.

ولأنّها معركة متواصلة بتواصل الاحتلال فإنّ الأسرى يبدعون في تسخير كلّ الإمكانات -بالرّغم من تواضعها- من أجل تغيير حياتهم للأفضل، والانتصار على السّجّان.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى