القدس المحتلةشؤوون الأسرى

ظافر الرّيماوي العاشق المثقّف والمقاوم الصّلب

 

بقلم: هبة أبوستة.

زرع ظافر الرّيماوي حبّ الوطن وخبّأه في جوف روحه، وحمى الغرس من رياح السّجن والبعد والنّفي والنّسيان.. فخطّ في كلّ مرّة بقلمه حكايات عاشق لفلسطين ودراسات مثقّف من أجل الوطن المحتلّ.

اُعتقل ظافر عام 2002 في أوج أحداث انتفاضة الأقصى ليدخل مرحلة جديدة من الدّفاع عن الوطن في جبهة أخرى منسيّة منزوية تدور فيه أقوى حروب البقاء بين الغزاة وأصحاب الأرض.. حرب حقيقيّة تخلو من الكلمات البرّاقة والانفعالات العنتريّة الزّائفة ففي السجن تُدار المعركة بصمت وقسوة ووحده الأسير من يدفع الثّمن.

“أن تكون أسيرا فلسطينيّا يعني أن تتمرّد على الواقع بفنّية عالية لتلامس حقيقة الأمور وتحاكي جراحات هذا الواقع .. أن تتحرّر أيضا من كافّة القيود مبحرا نحو المسافات البعيدة متجاوزا هذه التّفاصيل الصّغيرة والأنا الضّيّقة  وصولا لمرحلة تحلّق فيها بعيدا عن حيثيّات الزّمان وجغرافيا المكان المفروضة عليك عنوة لترسم صورة أخرى للحياة والوطن مطرّزة بهمسات النّفس ونبض القلوب… صورة حرّيّة وانتماء”

هكذا خطّ ظافر بأنامله هذه الكلمات من داخل السّجن ليؤكّد أنّ السّجن ليس حدّا فاصلا عن الوطن طالما تستطيع هذه الرّوح أن تحلّق وتتحرّر فالقيد في المعصم لا يمنع تحليق الرّوح كلّما جاء المساء أو أشرقت شمس الصّباح.

وبضحكاته البريئة وفكره الواعي وكلماته التي يخطّها بقلمه يواجه ظافر الحكم التّعسفي الصّادر بحقّه والقاضي بسجنه 32 عاما، يحاول أن يكتب ليضمّد جراحه ويسكن أنّاته التي نتجت عن إصابات عدّة في الرّقبة واليد والقدمين بسبب الضّرب والتّنكيل الذي تعرّض إليه على يد السّجان الصّهيوني.

ورغم مرور كلّ هذه السّنوات في سجون الاحتلال فإنّ ظافر الرّيماوي ما زال يقاوم المحتلّ ومعاونيه عبر رسائل حبّه لفلسطين،ودراساته عن القضيّة والواقع بنظر المقاوم الواعي، وسيظلّ يغازل بنوره حلكة ليل السّجن بروح لا تفارقها ابتسامة كزهرة نديّة لا تعرف الذّبول في انتظار الحرّيّة والفرج واحتضان ثرى الوطن.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى