الاعتقال الإداريكي لا ننسى

عضو المجلس التشريعي الأسيرة خالدة جرار

 

كتب: أحمد عبد الله

 

خالدة جرار، صاحبة الكلمة الحرّة والإرادة القويّة، امرأة ليست ككلّ النّساء، حملت همّة القضيّة مبكّرا، وصارت رغم كلّ الصّعاب والمشقّات التي واجهتها، امرأة كرّست حياتها من أجل الوطن، فلم يرهبها تهديد أو اعتقال. وقفت في وجهة كلّ ظالم ،مهما كانت رتبته، وقفت في وجه من حاول تهدئة ثورة هذا الشّعب في وجهة الاحتلال، وقفت في وجه كلّ من باع فلسطين جزّأها بحجّة السّلام. خالدة جرار سياسيّة فلسطينيّة وناشطة نسويّة يساريّة، وعضو المكتب السّياسي للجبهة الشّعبيّة لتحرير فلسطين، وعضو في المجلس التشريعي الفلسطيني عن الجبهة. تنشط في مجال الدّفاع عن حقوق الإنسان خاصّة حقوق الأسرى الفلسطينيّين. وترأّست مؤسّسة الضّمير لرعاية الأسرى والمعتقلين.

ولدت خالدة جرار في التاسع من فبراير/شباط 1963 في مدينة نابلس، وهي متزوّجة من غسان جرار رجل الأعمال الذي خاض تجربة طويلة في الاعتقال الإداري والتحقيق والإبعاد، ولها ابنتان يافا (28 عاما)، وسهى (24 عاما) في كندا.

أمّا عن اعتقالها فقد حاصرت آليّات الاحتلال العسكريّة منزلها واقتحموه وبدؤوا بتفتيشه، وصادروا أجهزة خاصّة بها، قبل نقلها إلى عدّة معتقلات عسكريّة إسرائيليّة للتّحقيق معها، لكنّها رفضت خلال التّحقيقات التّعاطي مع مخابرات الاحتلال واحتفظت بحقّها في الصّمت وامتنعت عن تناول الماء والطّعام، ومن ثمّ تمّ تكبيلها ونقلها إلى سجن هشارون للنّساء. وقد لفّقت لها تهمة التّحريض على المقاومة، وهذه سياسة اتّبعتها مخابرات الاحتلال منذ انطلاق انتفاضة القدس وتمّ بموجبها اعتقال العشرات بل المئات من أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة القيادات ونوّاب التّشريعي والصحفيّون والكتّاب ظنّا منها أنّها ستخمد انتفاضة الشّعب الثّائر.

تتعلّق كافة التّهم التي وجّهت للنّائبة خالدة جرار بنشاطها السّياسي وانتمائها للجبهة الشّعبية لتحرير فلسطين باعتبارها تنظيما محظورا بموجب الأوامر العسكريّة للاحتلال، وقيامها بالمشاركة في مهرجانات لدعم الأسرى وزيارات لأسرى محرّرين، وأنّها تمثّل الجبهة الشّعبيّة في المجلس التّشريعي الفلسطيني.

أمّا عن حالتها الصّحّية فتعاني خالدة جرار من احتشاء في الأنسجة الدّماغية نتيجة قصور التّزويد بالدّم النّاتج عن تخثّر الأوعيّة الدّمويّة وارتفاع في الكولسترول، وكانت قد نقلت أكثر من مرّة إلى المستشفى بسبب تلك الأعراض. وتسبّب النّقل في “البوسطة” -الاسم الذي يطلق على عمليّة نقل الأسرى من السّجن وإليه أو من السّجن إلى أيّ مكان آخر من محكمة أو مشفى أو سجن آخر- في ارتفاع معاناة خالدة جرار وغيرها من المعتقلين، حيث تقول إنّ عملية نقلها من السّجن إلى المحكمة ومن ثمّ العودة للسّجن تستغرق عادة حوالي 16 ساعة في ظروف صعبة جدّا، تحرم خلالها من استخدام المرافق الصّحّية بحجّة عدم توفّر سيّارة النّقل، أو أنّ مراكز التوقيف التي يمرّون بها لا تحوي مرافق صحّية للنّساء.

أفرجت سلطات الاحتلال عن النّائبة خالد جرار في يونيو 2016 ليعاد اعتقالها مرّة أخرى في يوليو 2017 والتّهمة جاهزة “التّحريض على العنف” أي حثّ الشّباب الفلسطيني على المقاومة، ومقاومة التّطببع.

أمّا عن النّائبة داخل السّجن: فهي الأمّ الحنون، والمربّية، والقائدة، والمعلّمة، وتُعتبر أمّ الأسيرات بعد لينا الجربوني. ونقلا عن والدة الأسيرة شروق دويّات نقلا عن ابنتها أثناء الزّيارة أنّ الأسيرات عندما سمعن بنبأ اعتقال أمّهنّ خالدة فرحن وحزنّ، فرحن لأنّ أمّهنّ عادت إليهنّ، وحزنّ أنها اعتقلت مجدّدا، وقد وقالت دويّات فإنّهنّ بدأن يجهّزن سريرها والحلويّات لاستقبالها.

فدمت يا أمّ الأسيرات قائدة ومعلّمة ومناضلة ترهبين عدوّك وتنتصرين عليه في كلّ السّاحات.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى