
كتب : أحمد عبدالله
حسن ذلك الشّاب المرح الذي أحبّه كلّ من عرفه، كان خلوقا ملتزما في صلاته عُرف عنه حبّ الوطن الذي يدافع عنه في كلّ مواجهة مع الاحتلال لا يتأخّر عن صفوفها الاماميّة.
حسن عبد الحليم ترابي يبلغ من العمر 23 سنة من قرية صرة غرب نابلس شمال الضّفّة الغربيّة
يعتبر أحد نشطاء الجهاد الإسلامي في القرية، ولقد اعتقلته قوّات الاحتلال بعد حملة قامت بها في قريته صرة بعد اتّهامه بالنّشاط في أحد خلايا الجهاد الإسلامي العسكريّة وحرق جيب صهيوني أثناء المواجهة مع الاحتلال في أواخر 2012 أثناء الحرب على غزّة. ولقد اعتقل بمرافقة عدد من شباب القرية الذين حوكموا في أحكام تتراوح بين سنة وسنتين وأربع سنوات، ولقد تمّ الإفراج عنهم جميعا باستثناء حسن الذي طارت روح إلى السماء لتعيش هناك في جنّة الرّحمان برفقة الانبياء والشّهداء الأبرار.
أصيب حسن بسرطان في الدّم وشُفي منه عام 2002 لكن بقي يتابع العلاج. وعند اعتقاله قام والده بتزويد الجيش أثناء اعتقاله بكافّة التّقارير التي تفيد بأنّه مصاب بالسّرطان، لكن سلطات
الاحتلال لم تعمل بها وتم معاملته أسير حرب وتمّ التّحقيق معه وتعريضه للتّحقيق وتعذيبه، ولكنّه بقي صامدا صابرا ولم يعترف بشيء حتّى أن إخوانه في السّجون قد أطلقوا عليه اسم صخرة السّجون.
وحسب حديث والده السّيّد عبد الحليم ترابي فإن النيابة أثناء محاكمة حسن كانت تصرّ على أنّه معافى من مرضه ويجب معاملته كأسير عادي وليس كأسير مريض وبحسب الوالد، فإن إدارة السجون كانت ترفض السّماح لعائلته بزيارته بحجج أمنيّة، ولم تتمكّن والدته من رؤيته إلاّ مرّة واحدة، وخلال جلسات المحكمة التي كان صحّته تبدو فيها مستقرة، ولكنّهم لم يتمكنوا من الوصول إليه أو الحديث معه في المرات الأخرى.
ويضيف والده أنه “وخلال جلسة المحكمة كنا نتواصل معه بالاشارة، فقد كنّا ممنوعين من الوصول إليه والحديث معه، حتى أنّنا لم نكن نستطيع الاطمئنان على صحّته، أو السّؤال عن مرضه”. ويتابع:”وصلنا من المحامي أنه كان يعاني بالفترة الأخيرة من دوخة مستمرّة ومع كلّ مراجعة لعيادة السّجن كان الطّبيب المسؤول يعطيه أحد أنواع مسكّنات وجع الرأس، ويعيده إلى قسمه في السّجن، وبعد فترة تطوّرت أوجاعه وأصبح يتقيّأ دما دون أن يكترث الصهاينة له إلى أن سقط مغشيّا عليه”.
وكانت المرّة الأخيرة رأى فيها ابنه واقفا أمامه خلال جلسة محاكمته في السّادس من تشرين الأوّل/أكتوبر، أي قبل تسعة أيّام فقط من نقله إلى المستشفى وهو في حالة غيبوبة، ويقول إنّ “حسن كان خلال المحكمة أصفر اللّون على غير عادته، حاولت أن أتحدّث معه فمنعني الجندي، فأشار إليّ هو من بعيد أن لا تخف أنا بخير، لكن صحّة الشّهيد كانت في حقيقة الأمر تشهد تدهورا كبيرا فكان أن نُقل في يوم عيد الأضحى إلى مستشفى “العفولة” بالدّاخل المحتلّ مغشيّا عليه، وبقي الشّهيد حسن الترابي في المشفى يعاني من المرض وقهر السّجن إلى أن أتى يوم 5/11/2013 يوم أن فارقت روحه إلى بارئها فتحرّر من ظلم السّجن وقهر المرض…
حسن ليس حالة منفردة بل هو يمثّل عشرات الحالات من الأسرى المرضى بل المئات ممّن ينتظرون الشّهادة في سجون الاحتلال الصّهيوني.