بالورقة والقلمزهراتنا الأسيرات

استهداف الاحتلال لطالبات الجامعات


كتب  ثامر سباعنه


لوحظ في الفترة الأخيرة استهداف الاحتلال لطالبات الجامعات الفلسطينيّة بالاعتقال والملاحقة والاستدعاء، ومن المعروف أنّه ليس غريبا على الاحتلال اعتقال الفتيات والّنساء، لكن الملاحظ فعلا هو تزايد حالات الاعتقال ضدّ الطّالبات، ولعلّ فاطمة جرار وعلا مرشود آخر ضحايا هذه الحملة الاحتلاليّة.
إنّ استهداف الفتيات بشكل عامّ والطّالبات الجامعيّات بشكل خاصّ صعب على المجتمع الفلسطيني بأكمله، فنحن مجتمع شرقي نسعى ونحرص على حفظ المرأة وتقدير دورها وإبعادها عن أيدي الاحتلال، وهذا الأخير يدرك ذلك الأمر، لذلك فهو يحاول ضرب المجتمع الفلسطيني بهذه الاعتقالات والملاحقات. فتأتي الاعتقالات ضمن سياسة ممنهجة في محاولة بائسة لخلق حالة من الخوف والرّعب بين أوساط الطّالبات بهدف الحيلولة دون مشاركتهنّ في نشاطات وأعمال نقابيّة داخل الجامعات، بعد أن تبيّن قوّة تأثير العنصر النّسائي في الاستقطاب.
ويستهدف الاحتلال الطّالبات أيضا لإضعاف الحركة الطّلاّبيّة في الجامعات والتي تُعتبر المحرّك الرّئيسي للشّارع في هذه الأيّام في ظلّ غياب أثر الفصائل والحركات الفلسطينيّة على الشّارع، فأصبحت الجامعات بشبابها محرّكا للشّارع الفلسطيني، وحاليا هم القطاع الأبرز المتبنّي لقضايانا وملفّات فلسطين المختلفة.
وعلى مدار سنوات الصّراع الطّويلة مع العدوّ الصّهيوني، تعرّضت أكثر من 15.000 فلسطينيّة (بين مسنّة وقاصر) إلى الاعتقال في سجونه. وقد شهدت فترة الانتفاضة الفلسطينيّة الأولى (انتفاضة الحجارة) التي انطلقت عام 1987، أكبر عمليّات اعتقال بحق النّساء الفلسطينيّات؛ إذ وصل عدد حالات الاعتقال في صفوف النّساء نحو 3000 فلسطينيّة؛ أمّا خلال الانتفاضة الفلسطينيّة الثانية (انتفاضة الأقصى) التي اندلعت عام 2000، فوصل عدد حالات الاعتقال بحقّ النّساء الفلسطينيّات إلى ما يقارب 900 فلسطينيّة.
ولا يخفى على أحد أنّالأسيرات الفلسطينيّات تتعرّضن منذ لحظة اعتقالهنّ على أيدي قوّات الاحتلال إلى الضّرب والإهانة والسّبّ والشّتم؛ وتتصاعد عمليّات التّضييق عليهن حال وصولهنّ إلى مراكز التّحقيق؛ حيث تمارس بحقهنّ كافّة أساليب التّحقيق، سواء النّفسيّة منها أو الجسديّة، كالضّرب والحرمان من النّوم والشّبح لساعات طويلة، والتّرهيب والتّرويع، دون مراعاة لجنسهنّ واحتياجاتهنّ الخاصّة.
وإزاء كلّ ما سبق فإنّه يجب أن تكون هناك وقفة جادّة ضدّ هذه الاعتقالات شعبيّة ورسميّة، ولابد من طرق كلّ الأبواب لنقل معاناة الأسيرات والعمل الجادّ على فكّ قيودهنّ ووقف معاناتهنّ.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى