كتب : أحمد عبدالله
محمّد مهدي سليمان أصغر أسير أردني طفل ليس ككلّ الأطفال، عُرف حبّه إلى الوطن منذ الصّغر فقد عاش في كنف عائلة مناضلة أرضعته حبّ الوطن والسّير على طريق الشّهداء. لذلك لم يكن غريبا أن يتمّ اعتقاله ولم يكد يبلغ من العمر 15 سنة، أي أنّه حمل همّ وطنه مبكّرا حسب حديث والده السّيّد مهدي سليمان.
في 15/3/2013 قامت قوّات الاحتلال مدجّجة بالسّلاح والكلاب البوليسيّة باقتحام منزل محمّد في قرية حارس بالقرب من سلفيت واعتقال محمّد بينما كان نائما كأطفال العالم. ومنذ اللّحظات الأولى لاعتقال شرعت قوّات الاحتلال في الاعتداء عليه بالضّرب المبرح أمام عائلته، ومن ثمّ تمّ نقله الى جهة غير معلومة وقد تم نقله الى مركز تحقيق الجلمة فتعرّض هناك إلى التّعذيب المبرح حسب حديث والده، وتعرّض أيضا للتّعذيب على أيدي العصافير في ذلك المركز. كما أكّدت المحامية هبة مصالحة تعرّض الطّفل إلى التّعذيب على أيدي المحقّقين محاولة منهم لإجباره على الاعتراف. ولكن إرادة محمّد ظلّت قويّة خصوصا أنّه ابن عائلة مناضلة لا تعرف التّراجع والاستسلام.
وبعد ثلاث سنوات من المحاكمات الظّالمة لذلك الطّفل، تمّ الحكم عليه بخمسة عشرة سنة سجنا بالإضافة إلى 30 ألف شيكل غرامة وخمسة سنوات وقف تنفيذ وسنتين مراقبة. وتمّ تقديم عدّة اتهامات بحقّه بما فيها تهمة القتل التي أضيفت إليه بعد سنتين من السّجن. تمّ اعتقال محمّد وهو يبلغ من العمر 15 سنة وقد أمضى إلى حدّ الآن ستّ سنوات في الأسر، وهو أسير في سجن النقب الصّحرواي.
وذكر والده أنّ محمد يعتزم التّقدّم لاجتياز الثانوية العامّة في السجن ليتمكّن من إكمال تعليمه الذي حرمه الاحتلال منه. أمّا عن زيارته فقد بدأ والده معركة في سبيل زيارته عبر الإضراب عن الطّعام والدّواء. فانتصر في معركته وتمكّن من زيارته مرّتين لكنّه لم يستطع لمس ابنه وقد قام الاحتلال بالتّشويش على صوتهما في الوقت الذي لم تتجاوز فيه الزّيارة 45 دقيقة.
ورغم أنّه لا يكاد يحبس دموعه كلّما تذكر ابنه الذي اعت3قل وهو طفل ويراه اليوم يكبر بعيدا عنه في زنازين العدوّ، فإنّ أمله بالله وبالمقاومة لا ينقطع، وهو يرى الحرّية قريبة بإذن الله لابنه محمّد ولكافّة الأسرى والأسيرات.
