
كتب : الأسيف البرغوثي
جياد صابرة محتملة أصيلة …
رغم المشقة والتعب ..
صمت يتبعثر على وجوه حزينة ..
حكايات قديمة معتّقة .. وذكريات أليمة ..
صمود أسطوري غريب، أمن عند الخطر .. صامدات رغم الحصار ..
واقفات على جمر الانتظار نماذج للقهر ..
الأسئلة تتكسّر في أعينهنّ المبطّنة كالسّرّ العظيم ..
قلوبهنّ مفعمة بالحبّ والوفاء .. ألوية الصّبر دون ارتعاش اليدين ..
أحزانهنّ ملامح ثابتة.. وغربة مستمرّة منذ الأزل .. يعتصرن ذاكرتهنّ .. ويخطنّ الكلمات ..
كلمات ليست كالكلمات .. يعبّرن عمّا يجيش في صدورهنّ ..
ويختزنّ في أفئدتهنّ كلّ الحبّ والتّقدير والإعجاب، رغم جراحهنّ ..
ولوعة الفراق..
رأيتها تجلس في بيتها ، تضاءلت .. انسحبت داخل نفسها .. تداعب أنفاسها المستسلمة في صدرها ..
تنتظر شروق الشّمس كلّ يوم .. يتناهى إلى مسامعها صوت ابنها داخل زنزانته ..
وجهها شاهد على ملامح السّخط .. التقطت عصا من الأرض .. رسمت بها حلقات متوازية على الرّمال..كأنّها قضبان السّجن ..
انتابها شعور بالانقباض .. نفذ صبرها من طول الانتظار ..
سقطت الشّمس خلفها.. ورأت ظلّها يمتدّ أمامها .. إلى أن اخترق بوابة السّجن .. رغم أنف السّجّان ..
وتمدّد ظلّها إلى أن وصل إلى ابنها داخل السّجن …
وصفت أمّ الأسير شريف البرغوثي ابنها بكلّ صمود وكبرياء فقالت :”تتقزّم أمام عظمته كلّ الكلمات ..
وتخونني الكلمات في التّعبير عن صموده الأسطوري خلف القضبان، لم يهترئ قلب ابني ..
واهترأت قضبان القيد .. تتفتّح الجراح باستمرار .. وتزداد كلّ عيد .. وآهات ممزوجة بحرقة الآلام تتواصل .. ومهما كان المخاض عسيرا .. فلا بدّ وأن تكون هناك ولادة حتميّة”.
تمّ التدقيق والتّحرير