
كتب : ناصر ناصر – نابلس.
هذا هو السؤال الأول والأساس الذي يدور في ذهن كل أسير فلسطيني وخاصة في هذه الأيام ، ويزداد التساؤل حدة وحرجا عندما تتناقل وسائل الإعلام أنباء تحركات جديدة تتعلق بالموضوع ، أو عندما يفقد أسير أحد أعزائه كما حصل حين فقد الأسير المؤبد منذ حوالي 17 عاماً صالح دار موسى زوجته “ام اسلام” ، أما حين يفقد هذا الأسير عزيزا له مباشرة بعد عملية تبادل كتلك التي حصلت عام 2011 فلا تثور في ذهنه أي تساؤلات بل هو صمت الصدمة التي تخيم عليه وعلى من حوله –وإن قليلا– ثم يصبر ويتوازن كاظما غيظه ومضمداً جراحه ومستمرا في صموده وثباته ، فمتى التبادل ، ولماذا تأخر ؟؟
إن الجواب الرئيس على ذلك هو الظلم ومماطلة الإحتلال التي ازدادت حدة بعد أن لمس المحتل نتائج وآثار إبرامه لصفقة وفاء الاحرار الاولى فقد تبوأ من أطلق سراحهم مكانة عالية في مجتمعهم ومؤسساته ولعبوا دورا مهما ورياديا في نضاله وكفاحه ، فكيف يكرر الإحتلال هذه التجربة ؟
إن عقد صفقة تبادل جديدة هو مسألة وقت –مع إن الوقت هو الحياة- ، وسيضطر لها الإحتلال اضطرارا لا خيارا وذلك بعدما تثمر جهود المقاومة في إقناعه وإنضاجه، وحينها سيدرك عظيم خطره في إعلانه وتحت هول الصدمة روايته الشهيرة “بأن جنوده هم مجرد جثث هامدة” ، منكراً رواية الناطق باسم المقاومة بأن شاؤول (أسيراً بين يدي المقاومة) .
من الممكن القول أن صعود اليمين في إسرائيل من حيث الأفكار داخل المجتمع أو السيطرة على مفاصل هامة في الدولة قد جعل مهمة المقاومة صعبة وتتطلب جهودا أكبر ولكنها ليست مستحيلة وسيشكل عقد الصفقة في هذه الظروف إنتصارا مضاعفا للمقاومة ولكل أبناء الشعب الفلسطيني وسيكون هذا دليلاً آخر على جدوى الصبر والصمود والمقاومة ..
ألا إن التبادل قريب إن شاء اللّه ..