زاجل الأسرىكي لا ننسى

القضيّة المغيّبة

كتب : أحمد عبد الله


تعتبر قضيّة الاسرى قضيّة كل  فلسطيني، فهي تمسّ كل بيت فلسطيني إذ لا يكاد يخلو  بيت فلسطيني من تعرّض أحد أفراده عائلة للاعتقال أبا كان أو أخا، أو أختا أو أمّا بل حتّى الجدّ أو الجدّة والطّفل الصّغير، حيث يقبع في سجون الاحتلال حوالي 6500 أسيرا وأسيرة.

وفي تقرير لنادي الأسير الفلسطيني ذكر أنّ نحو مليون حالة اعتقال وُثّقت منذ بداية الاحتلال ونكبة عام 1948، وأشار إلى أنّه سجّل 1928 حالة اعتقال منذ بداية العام الجاري، من بينهااعتقال 369 طفلاً، و36 امرأة.

وأوضح في تقرير صدر عنه أنّ محمود بكر حجازي الذي اعتقل عام 1965 كان أوّل أسير فلسطيني في تاريخ الثّورة الفلسطينيّة، فيما تعتبر فاطمة برناوي التي اعتقلت عام 1967 أوّل أسيرة في تاريخ الثّورة.

وتعتقل سلطات الاحتلال اليوم قرابة 6500 فلسطيني، من بينهم 350 طفلاً، و62 امرأة، من بينهنّ 21 أمّا، وثماني فتيات قاصرات، إضافة إلى 6 نوّاب في المجلس التشريعي الفلسطيني.

وأضاف التقرير أنّ من بين الأسرى 48 أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عامًا بشكل متواصل، و25 أسيرًا مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن، فيما مضى على اعتقال 12 أسيرًا أكثر من ثلاثين عامًا. وهم من بين 29 أسيرًا اعتقلوا قبل البدء بتنفيذ اتّفاقية أوسلو، ورفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنهم في أيّ صفقات قد تمّ إبرامها.
ورغم أهميّتها فإنّ قضيّة الأسرى شهدت تراجعا في الفترة الأخيرة لعدّة أسباب حيث بدأ التراجع في الاهتمام والمتابعة عندما تمّ اجتزاء الوزارة وتحويلها إلى هيئة وبقي يترأّسها وزيرها السّابق المحرّر عيسى قراقع، وقد تسبّب ذلك في انحسار الدّعم العربيّ لها بالإضافة إلى كونها لم تعد ضمن أعمال الحكومة الفلسطينيّة.

أمّا على المستوى الشّعبي: فمنذ سنة خفت الالتفاف الشعبي حول قضيّة الأسرى، وقد خلا الشّارع الفلسطيني من أيّ فعاليّات شعبيّة، أو رسميّة، باستثناء فعاليّات يوم الأسير الفلسطيني، أو احيانا عند دعم الإضراب الفرديّ للأسرى. وقد كان الالتفاف الشّعبيّ حول قضيّة الأسرى في السّابق خير داعم للأسرى كما مثّل سلاحا فعّالّ في تسريع انتصار الأسير الفلسطيني أو على الأقلّ نقل قضيّته إلى العالم الخارجيّ.
وفي مايتعلّق بالمستوى الإعلامي فهو في أسوأ حالاته في خدمة قضيّة الأسرى، حيث لا توجد برامج مخصّصة لهم، بل إنّ الفضائيّات الفلسطينيّة  تخلو من أخبارهم باستثناء التّطرّق إلى أحداث هامّة تكون السّجون الصّهيونيّة مصدرها مثلما حدث مع الشّهيد عويسات واستشهاده دخل المعتقل، ولقد انتهى الحديث عنه بانتهاء ذات اليوم، على خلالف ما كان يحدث في السّابق عندما استشهد أبو حمدية أو الشّهيد عرفات جرادات حيث امتدّت متابعة الإعلام الفلسطينيّ لقضيّتهم أسابيع وأشهرا.
وفي خصوص المؤسّسات الدّاعمة للأسرى فهي متوقّفة تماما منذ إضراب  الأسرى الأخير فلا نشاطات ولا فعاليّات داعمة للأسرى باستثناء بعض الإحصائيّات التي تصدرها بين الحين والآخر عن واقع الأسرى في السجون.
وتغيّب القضيّة في الضّفّة قسرا بفعل اعتقال الاحتلال المتواصل للنّشطاء العاملين في مجال الأسرى، وإغلاق  مراكزهم .أمّا في غزّة فهناك قضايا أخرى تتصدّر المشهد مثل الحصار الذي تفاقم في هذه السّنة، ومسيرة العودة التي انطلق منذ 30 آذار على حدود القطاع حيث وضعت الفصائل الفلسطينيّة ثقلها فيه ممّا ساهم في تراجع القضيّة لديها.
وفي خضمّ كلّ هذا لم يبق للأسرى من أمل إلاّ في المقاومة التي مازالت تحتفظ بأوراق قوّة ستساهم في نيل حريّتهم مثلما فعلت في صفقة وفاء الأحرار حيث تحرّر أكثر  من ألف أسير وأسيرة من أصحاب الأحكام العالية والأسيرات.
إنّنا مطالبون بإعادة قضيّة الأسرى ألى الشّارع على جميع المستويات رسميّا، وشعبيّا، وفصائليّا، فهي دون شكّ  قضيّة كلّ بيت فلسطينيّ.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى