
بقلم : فيصل بامري
من هو جورج عبد الله؟
جورج عبد الله لبناني من مواليد 1951، تخرّج في العام 1970 من دار المعلّمين العليا، ولقد ناضل في صفوف الحركة الوطنيّة اللّبنانية، ثم التحق بالمقاومة الفلسطينيّة وكان عضوا في الجبهة الشّعبيّة لتحرير فلسطين، ولقد جُرح أثناء الاجتياح الصّهيوني للبنان عام 1978.
نضاله وأسره
كان للعدوان الصّهيوني على فلسطين ولبنان أثر بالغ في نفس جورج عبد الله فاندفع ثائرا مناضلا لا يعترف بحدود جغرافيّة لمحاربة العدوّ وأعوانه. فاعتقلته السلطات الفرنسية في 24-10-1984، بعد ملاحقته من الموساد وعملائه اللّبنانيّين. ولقد برّرت السّلطات الفرنسيّة، الأمنيّة والقضائيّة اعتقاله بحيازة جواز سفر جزائري مزوّر
محاكمته
ظلّ جورج عبد الله معتقلا لدى السّلطات الفرنسيّة قرابة السّنتين رغم تعهّدها للجزائر بإطلاق سراحه. وفي في 10-7-1986، تمّت محاكمته بتهمة حيازة أسلحة ومتفجّرات بطريقة غير مشروعة، وصدر بحقّه حكم بالسّجن لمدّة أربع سنوات. ورغم أنّ هذه التّهمة ملفّقة فإنّ الصّهاينة والأمريكان واصلوا الضّغط على السّلطات الفرنسيّة لإصدار حكم أعلى بحقّ جورج عبد الله، وهو ما تمّ فعلا في 28 -2-1987، حيث ادّعت السّلطات الفرنسيّة حجزها أسلحة في مخابئ وشقق سرّيّة تابعة لعبد الله. واعُتبر ذلك دليل إثبات على اشتراكه في العمليّات الفدائيّة التي نفذتها الألوية الثّوريّة اللّبنانية في فرنسا عام 1982، وهي العمليّات التي استهدفت عددا من المسؤولين الأمريكيّين والّصهاينة مثل الدبلوماسي الأميركي تشارلز روبرت راي والدّبلوماسي الصّهيوني ياكوف بارسيمنتوف الذين اغتيلا عام 1982 ويُعتقد أنّ الأخير كان رئيس الموساد في فرنسا، بالإضافة إلى استهداف الدّبلوماسيّ الأميركي كريستيان شابمان والمستشار التّجاري للسّفارة الأميركيّة روديريك غرانت وغيرهما.
النّزاع القانوني وقرار الإفراج عن جورج عبد الله
ظلّت فرنسا على امتداد السّنوات خاضعة للضّغوط الأمريكيّة والصّهيونيّة الهادفة إلى إبقاء جورج عبد الله أسيرا، ورغم كلّ طلبات الإفراج والمحاكمات اللاّحقة التي تمّت في فرنسا فإنّ السّلطات الفرنسيّة لم تفرج عن المناضل اللّبناني، بل إنّها ضربت عرض الحائط قرار القضاء الفرنسي الإفراج عن جورج عبد الله أكثر من مرّة، ليظلّ جورج عبد الله سجينا سياسيّا بامتياز وتتحوّل قضيّته إلى قضيّة إنسانيّة دوليّة.
التضّامن مع جورج عبد الله
منذ صدور قرارات الإفراج عن جورج عبد الله ورفض السّلطات الفرنسيّة الخاضعة للإملاءات الأمريكيّة والصّهيونيّة تنفيذها تتواصل بشكل دوريّ الوقفات التّضامنيّة والاحتجاجيّة والمظاهرات والفعاليّات المساندة لجورج عبد الله سواء في فرنسا أو عبر مختلف بلدان العالم.
جورج عبد الله والقضيّة الفلسطينيّة والأسرى
لا يمكننا بعد كلّ ما قدّمه جورج عبد الله للقضيّة الفلسطينيّة أن نتحدّث عن علاقته بها، ولكنّنا سنتذكّر معا كلماته التي قالها في وجه الفرنسيّين قبل أكثر من 30 سنة حيث قال إنّ “الرّحلة التي قطعتها حكمتها الانتهاكات لحقوق الإنسان في فلسطين، أنا مناضل ولست مجرما”.
ورغم معاناته وتدهور وضعه الصّحي فإنّ جورج عبد الله يتضامن دوما مع الأسرى الفلسطينيّين حتّى أنّه كثيرا ما يشاركهم إضراباتهم الفرديّة أو الجماعيّة عن الطّعام. وفيما يلي مقتطفات من إحدى رسائله التي يؤكّد فيها على أنّ الجماهير الشّعبية الفلسطينيّة “هي اليوم أكثر صلابة من أيّ وقت مضى على الرّغم من الإرهاب والفظاعات من كلّ الأصناف، وما يزال الأسرى الفلسطينيّون صامدين على الرّغم من طول زمن الأسر ويواجهون سجّانيهم مجسّدين المقاومة البطوليّة لفلسطين.”