زاجل الأسرى

رسالة من زوجة الأسير هشام حرارة

 

(4/8/2018)


زوجي الغالي

منذ اعتقالك وأنا أعاني الويلات من دونك، ألم الفراق والعذاب، وألم رؤية أبنائك يفتقدونك دوما، حتّى ابنتك الصغيرة إلين التي لا تعرف شكلها إلاّ صورا، بكت اليوم لأنّها لم تر صورة واحدة معك،
زوجي الغالي حمّلتني مسؤوليّة دورين في نفس الوقت؛ دور الأمّ ودور الأب وما أصعبهما!!
إنّك تدرك جيّدا بأنه ليس من اليسير أن أقوم بهما في نفس الوقت، هكذا هنّ زوجات الأسرى يا قرّة عيني جبلا من الصّمود والثّبات.
دعني أخبرك عن أحوال منزلك الذي تركته منذ ثلاثة أعوام، وأطمئنك على أولادك إنّهم بخير جميعهم، فقط يحتاجون لك، يحتاجون أن تكون معهم وتعيش تفاصيلهم، فابنك الكبير الذي تركته وهو في أشدّ اللّحظات لأن تكون بجانبه يدرس الآن بالمرحلة الجامعيّة وباق له عام فقط كي يتخرّج، أمّا ابنتك الثّانية فإنّها تدرس محاماة لأنّها رأت ويلات الأسر، ومحمود ورشا بألف خير، وابنك المدلّل محمّد الذي تعرّض لحرق بعد اعتقالك قد شفي الآن تماما وهو من الأوائل في المدرسة. والطّفلتين اللّتين لم ترهما إلاّ بالصور فما زالتا تسألانني عنك كلّ يوم.
أمّا منزلك فإنّه بألف خير، ولكنّه فقط يحتاج لصوتك ولضحكتك، يحتاج لنفسك بيننا، وإنّي أحتاجك وبشدّة في أن تشاركني تربيتهم ومسؤوليّتهم.
أدعو من الله أن يجمعنا على خير  وأن تكون بصحّة جيّدة. ولا تقلق علينا فنحن بخير والحمد لله، فقط نحتاجك.
مع تحيّات زوجك المخلصة حنان

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى