وجها لوجه

الأسيرة المحرّرة هنيّة ناصر

هكذا ننصر الأسرى

 

 


كان لمجلّة سراج الأحرار لقاء مميّز بالأسيرة المحرّرة هنيّة ناصر التي بادرت بالتّعريف عن نفسها قائلة: “أنا الأسيرة المحرّرة هنيّة منير علي ناصر من ديرقديس،أبلغ من العمر 27 سنة، طالبة ماجستير لغة عربيّة، ولقد تحصّلت على بكالوريوس اللّغة العربيّة وبكالوريوس الشّريعة الإسلاميّة من جامعة القدس المفتوحة، وأعمل لدى مركز كريم وأقوم بتعليم اللّغة العربية للأجانب، وأعمل في مدرسة ذكور رام الله الثّانويّة. وأنحدر من أسرة ملتزمة، ولي ثلاث إخوة من الشّباب وكلهم يكبروني سنّا، ولي شقيقة واحدة أصغر منّي.”
وعندما سألناها عن الاعتقالات التي تعرّضت إليها أجابت: “أمّا الاعتقالات التي مررت بها، فكان اعتقالي الأوّل عام 2011 حين كان عمري 19 سنة وبعد ثلاث شهور من الاعتقال حكم عليّ بالسّجن لمدّة 28 شهرا، وغرامة ماليّة قدرها 2000 شيكل، وقد تمّ تحريري بصفقة وفاء الأحرار.
وأمّا الاعتقال الثاني فكان في عام 2014 وتحديدا بشهر 9 حيث تمّ استدعائي للمقابلة وتهديدي بأنّني تجاوزت الخطّ الأحمر، وفي شهر كانون الثّاني من عام 2014 تمّ اقتحام منزلنا وتفتيشه ومن ثمّ اعتقالي.”


وبالانتقال إلى الحديث عن المواقف التي عاشتها ضيفتنا أثناء الأسر قالت هنيّة ناصر: “وقد تعرضت للعديد من المواقف التي امتحنت فيها، وكان أقساها عليّ وعلى نفسي وفاة والدي، والذي تمّ منحه تصريحا أمنيا في 1.2.2016 بعد أن كان ممنوعا من الزّيارة وكان موعد زيارة والدي بتاريخ 24.1.2016. ولكنّ الله شاء أن يوافيه الأجل قبل موعد زيارتي بأسبوع، وقد كان سماع ذاك الخبر صاعقة بالنسبة لي غيّرت مجرى حياتي التي انتهت في ذلك اليوم.
ومن المواقف أيضا أنّه في عام 2015 تمّ عزلي ومنع أهلي من زيارتي، أنا والأخوات ياسمين شعبان وإحسان دبابسة ونهيل أبو عيشة. أمّا بالنسبة للحرمان من رؤية الأهل فقد كان صعبا جدّا أن أتحمّله وخاصّة أنّ أمي كانت تصل إلى باب السّجن، ولكنّهم يمنعوني من الخروج للزّيارة ورؤيتها.”


ولاتنسى ضيفتنا بعض المواقف المميّزة التي مرّت بها أثناء الأسر فتستعيدها قائلة: “وعلى الرّغم من ذلك الألم وتلك القسوة التي عايشتها داخل جدران السّجن، فقد كانت هناك مواقف رائعة وأيّام لن تنسى بالرّغم من مرارتها، ومنها ذلك الموقف الذي لن أنساه ما حييت، ولأوّل مرة بتاريخ 30.8.2015 فاجئتني الصبايا بالأسر بمفاجئة عيد ميلادي، والمفاجأة الأكبر كانت أنّهنّ عوّضن الكعكة بصدر مجدرة كبير، فعلاً كان يوما لا يُنسى.”
وقد أوضحت هنيّة ناصر أنّ نصرتنا لأسيراتنا يكون بعدم التّمييز بين أسيرة وأخرى، وعدم تهميش أي أسيرة فلسطينية؛ فبمجرد دخول الفتاة إلى الأسر فإنّها تصبح فتاة صاحبة قضيّة، ويكفي بأنّها تقف أمام السّجّان وتصبر على قسوة الأسر، والحرمان من التّواصل مع الأهل. وتكون النّصرة أيضا عن طريق إصدار مجلات وروايات، وعمل اعتصامات، والقيام بزيارات لأهالي الأسيرات، وعمل ندوات ونشاطات خاصّة بهنّ.
وفِي حديثها عن البوسطة وصفتها الأسيرة المحرّرة بأنّها عذاب للأسرى، خاصّة للأسيرات حيث تبقى الأسيرة مقيّدة لمدّة طويلة تتجاوز العشر ساعات بمكان كلّه حديد وبرودة يؤثِّر كثيرا على طبيعة بنية جسمها كفتاة، دون مراعاة الظّروف الخاصّة التي تمرّ بها الأنثى. وتصف هنيّة ناصر ما كان يحدث لها أثناء التّنقّل بالبوسطة: “أتذكّر وضعي في البوسطة، فقد كان ضغطي ينزل وأبقى بحالة إرهاق وغياب عن الوعي لحين الوصول إلى السّجن.”
وفي ختام لقائنا معها قالت الأسيرة المحرّرة هنيّة ناصر: “لن أوجّه رسالة إلى الشّعوب فهي تعلم ما يحصل لنا، ولكن لا حياة لمن تنادي، بل أوجّه رسالتي إلى المقاومة للعمل الجادّ على تحرير بنات المسلمين من أقبية الزّنازين.”



اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى