زاجل الأسرىكي لا ننسى

الأسرى الفلسطينيّون قضيّة وطن وحكاية شعب

بقلم : رامي عودة

من حقّ الإنسان في كلّ مكانٍ، وفي أيّ زمانٍ، وأيّا كانت جنسيّته وجنسه، ومذهبه وعرقه، ولغته ولونه، أن يتمتّع بالحرّيّة. هذا حقّه، يولد معه، ويرافقه حتّى وفاته، وحين يحاول الاحتلال انتزاع حقّه الطّبيعي منه بالقوة، يمنحه القانون الدّولي -كما تمنحه الطّبيعة الإنسانيّة- الحقّ في الدّفاع عن أرضه وحرّيّته.

هذا بالضّبط ما حصل مع الشّعب الفلسطيني حينما احتلّ الصّهاينة أرضه، وسلبوه حرّيّته. فكان لابدّ من الدّفاع عن حقوقه، ومقاومة الاحتلال بقوّة الحقّ وسلاح المقاومة. فكان النّضال الفلسطيني المستمرّ.

إنّ مقاومة الاحتلال شرفٌ تعتزّ به الشّعوب، وتتباهى به الأمم؛ فما من شعب كريم وقع تحت الاحتلال إلاّ ومارس المقاومة، وما من شعب قاوم الاحتلال إلاّ ونال حرّيّته. ولقد أيقن الشّعب الفلسطيني هذه الحقيقة منذ بدايات الاحتلال الصّهيوني، وعلى مدار  أكثر من سبعين عاما متواصلة قدّم خلالها أعدادا خياليّة من الشّهداء والأسرى.

وإذا كان الشّهداء قد رحلوا بأجسادهم عنّا ودُفنوا في باطن الأرض، فإنّ الأسرى قد غُيّبوا بداخل السّجون، ونالوا أشدّ العذاب والحرمان من مغتصب أرضهم، وسالب حرّيّتهم.

 

إنّ هؤلاء الاسرى في الوعي الجمعي الفلسطيني ليسوا مجرّد أبناء الوطن المغيّبين بفعل السّجن بل هم أبطال ناضلوا وجاهدوا وضحّوا بزهرات شبابهم خلف القضبان في سجون الاحتلال من أجل فلسطين ومقدّساتها وهم أيقونات الحرّية الذين ينتظر شعبهم شروق شمس حرّيتهم.
ولا شكّ أنّ الشّعب الفلسطيني يؤمن بحقّه في المطالبة بهؤلاء الأبطال، وتعمل فئات كثيرة منه بكلّ جهد على معاملتهم معاملة حسنة لضمان عيشهم حياة كريمة يستحقّها مناضلو الحرّيّة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى