
بقلم : إسلام حامد
أن تتمرّد على الواقع الظّلام، على قيادة الطّغيان في بلدك، أو على الأفكار الجاهليّة التي أعمت قلوب العباد، يعني: أنّك تبحث عن الحرّيّة التي تحرّر روحك من قيود الجهل، التّبعيّة، والرّجعيّة الكيانيّة في كلّ المسارات.
لكن وأنت في طريق التّمرّد نحو الحرّيّة، يجب عليك أن تمتلك قبل كلّ شيء”الرّوح الثّوريّة” التي تجعل منك سيل النّار الذي يحرق عروش المستبدّين.
هذه الرّوح الثّوريّة التي يعتبرها الشّيخ سلمان العودة فكّ الله أسره “الدّعوة إلى التّجديد ونقد الذّات طمعا في الانتقال إلى حال أفضل، وبهذا المعنى فالثّورة حالة تلبّس لا تتوقّف، وعلاقة جدليّة حداثيّة تتسامى عن واقع لتنشد ما هو أفضل”.
وبهذا المعنى تصبح الثّائرالذي يعيش حركة البركان الذي لا يخمد حتّى تغيّر الواقع أو أن تموت وأنت على ذلك. أنت الثّائر الذي ولدت وفي قلبك غصّة الأمّ على أرواح آبائك الذين يرقدون تحت التّراب أو من أُضرمت النّار في أجسادهم حتّى تبعثر رمادهم في السّماء والأرض، أوالمعذّبين الذين عُلّقوا على أعواد المشانق في سعيهم الدّائم لأن تكون الحرّيّة محلّقة في السّماوات العالية.
ولدت على هذه الشّاكلة، وريثا لمصباح الهداية، وفيّا لدماء الشّهداء الطّاهرة، فأنت الأصل والأصالة التي تحنو عليك ذرّات التّراب المعفّر بأقدام الرّجال الذين انتصروا في معارك الكرامة على مدى التّاريخ. والمتناسق مع الزّمان والمكان، وتوافق وجدانك مع فطرتك كإنسان.
لذلك اِحذر!!.
ممّن تسلّقوا، غامروا، انتهزوا، انتفعوا، وتسربلوا بلباس الثّورة واقتحموا الصّفوف والجموع ليصلوا إلى قلبك النّابض فيزرعوا فيه جرثومة الانحراف عن الطّريق حتّى ترقد في سلام مع الذين أهرقوا دماءهم في سبيل الحرّيّة، دون الوصول إليها.
سيقتلون جسدك المعمّر بالشّهامة، ويرفعون بالسّياط وأعقاب البنادق الأقزام الذين يدّعون الكرامة ويحيدون الآخرين من رفقائك في السّجون يتزيّنون فيها بأصفاد الحقد الباردة، ينامون واقفين لئلاّ تسقط البيارق ونشيدهم عشق، مساواة، عدالة اجتماعيّة، وحرّيّة.
ورفقاؤك في الخنادق يكمنون للّحظة المواتية حتّى تعلو الأصوات من جديد.
تنامُ أعين الأمّهات والدّموع جارية، على أبنائها القتلى، الأسرى أو المنفيّين إلى أرجاء الكون لتصحو على وليد لها يتحدّث من جديد عن الحرّيّة الباقية.