
إعداد: ثامر سباعنة
تتعدّد المؤّسّسات العاملة على نصرة الأسرى وتتنوّع خدمة لهذه القضيّة، وفي إطار سعي مجلّة سراج الأحرار للتّعريف بها وإبراز أنشطتها ومساهماتها المختلفة كان لنا لقاء مع الأستاذ خالد فهد الذي يشغل خطّة مدير الإعلام والمعلومات بالمؤسّسة، وهو لاجئ فلسطيني في لبنان.
ولقد ذكر محدّثنا أنّه “منذ الاحتلال الصّهيوني للأراضي الفلسطينيّة عام 1948، وهو يمارس سياسة الاعتقال بأعداد كبيرة جدّا، وذلك بهدف بثّ اليأس والخوف في صدور أبناء الشّعب الفلسطيني، وثنيه عن استعادة حقوقه في أرضه، حيث وصلت أعداد من اعتُقلوا منذ عام 1967 ما يقارب مليون فلسطيني، أي ربع سكّان الأراضي الفلسطينيّة، وهي أكبر نسبة اعتقال في العالم.”
وواصل قائلا: “وهي اعتقالات لم تستثن أحدا من شرائح الشّعب الفلسطيني، حيث طالت القيادات الوطنيّة، والأكاديميّين والأسرى المحرّرين، و الأطبّاء و طلاّب الجامعات والأطفال، والمرضى والنّساء، ولم يُستثن نوّاب المجلس التّشريعي الفلسطيني الذين يتمتّعون بالحصانة البرلمانيّة.”
وعن الدّافع لتأسيس المؤسّسة الدّوليّة للتّضامن مع الأسرى قال الأستاذ فهد:”أمام هذا الواقع الذي ذكرنا بعضا من تفاصيله، كان لا بدّ من إيجاد مظلّة توحّد الجهود المبذولة للتّضامن مع الأسرى، فكانت المؤسّسة الدّوليّة للتّضامن مع الأسرى “تضامن”، وهي مؤسّسة تشارك فيها مؤسّسات ولجان فلسطينيّة وعربيّة ودوليّة، من أجل حشد دولي كبير للتّضامن معهم، وهي تعبّر عن حالة تضامنيّة تحمل في طيّاتها معاني الشّعور بالمسؤوليّة تجاه الأسرى الفلسطينيّين وحقوقهم.”
وإجابة عن سؤالنا حول تاريخ انطلاق مؤسّسة تضامن وأهمّ الأنشطة والفعاليّات التي قامت بها قال ضيفنا:”انطلقت المؤسّسة في 17 نيسان 2013 في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، وبدأت مسيرتها في تعريف العالم بقضيّة الأسرى وحشد التّأييد والتّضامن لها، وفي كلّ عام تطلق المؤسّسة في ذكرى يوم الأسير حملة دوليّة رئيسيّة. وكانت الحملات على الشّكل التّالي:
2013 / يعيشونها كل يوم…نعيشها كلّ لحظة
2014/ حتّى لا تضيع أعمارهم أعطهم من عمرك
2015/ لأنّك حرّ…كن مع حريتهم
2016/ حياتهم حقّ كن معهم
2017/ حكايا خلف القضبان
2018/ تحت القيود أحلام لا تموت
وكلّ حملة تٌطلق من خلال مؤتمر صحفي ويكون لها برومو و بوسترات، وتتضمّن دعوة للتّغريد على هاشتاغ #أسرى_فلسطين ونشر مقاطع فيديو وبوسترات إضافة إلى أنشطة متنوّعة تنظّمها فروع المؤسّسة في بعض الدّول في شرق آسيا و شمال إفريقيا و أوروبا وتركيا وبعض الدّول العربيّة.”
ولقد عدّد الأستاذ خالد فهد أهداف المؤسّسة فقال:”تسعى المؤسّسة الدّولية للتّضامن مع الأسرى تضامن إلى:
• الدّعوة لدعم قضيّة الأسرى في السّجون الصّهيونيّة
• فضح الممارسات والانتهاكات اللاّإنسانيّة بحقّ الأسرى
• جعل قضيّة الأسرى حيّة بين شعوب العالم
• إطلاع الرّأي العام على قضيّة الأسرى الإنسانيّة والقانونيّة
• تعزيز صمود الأسرى وعوائلهم ودعمهم معنويّا
وهي تعتمد وسائل مختلفة مثل:
– إقامة معارض رسومات متخصّصة عن حياة الأسرى (أطفال، مرضى، نساء،…)
– عرض فيديوهات عن واقع الأسرى قانونيّا وإنسانيّا في وسائل الإعلام المختلفة.
– تنظيم المحاضرات والنّدوات والمعارض في مختلف الأقطار مع أسرى محرّرين وقانونيّين لنشر الفكرة.
– مشروع سفراء الأسرى لتثقيف النّشطاء في مجال الأسرى.
– المشاركة في مجلس حقوق الإنسان في جنيف وتقديم مذكّرات قانونيّة حول واقع الأسرى.
– تنظيم حملات موسميّة عبر وسائل التّواصل الاجتماعي لتفعيل قضيّة الأسرى والتّضامن معهم.”
وفي ختام هذا اللّقاء أكّد مدير الإعلام والمعلومات في المؤسّسة الدّولية للتّضامن مع الأسرى “تضامن” على ضرورة مواصلة العمل بشكل أكثر فاعليّة وبمختلف الطّرق الممكنة لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال.