
الحمد لله وكفى والصّلاة والسّلام على الرّسول الحبيب المصطفى
الأسير محمود عطيّة حسن كليبي في ذكرى اعتقاله يبعث رسائل ألم وأمل وآنين وحنين في هذا اليوم أدخل عامي السّابع عشر الموافق 2003/2/14 في قباع الأسر الصهيوني المنتشرة في ربوع الوطن المسلوب. وفي هذا اليوم أبعث بصرخات خارج جدران الأسر، صرخةً لله المنّان أن يا رب قد بَلغ الاشتياقُ إليك أمي مَبلغه، سنلتقي أمّاه، انتظري فإنّي عائدٌ إن شاء الله أُقبّل رأسك الزّاكي، تشبّثي أمّي قليلاً فرؤياكِ يعطيني الأمن والأمان والطّمأنينةَ والدّفء، يعطيني الأمل والحياة والقوّة والعزّة والكرامة لأنّكِ الوطن والوطن أنتِ، فصبرا أمّاه يا أجمل الأمّهات، فانتظري وانتظريني أمّي قد يكون الأمل قريبا قريبا بإذن الله…
أمّا الصّرخة الثّانية، فإنّ السّبيل في وحدتنا، ما بَالُنا كلّ حزب بما لديهم فرحون، أوليس في وحدتنا قوّة؟، أو ليس الإسلام هو ديننا والأقصى والدّم الزّكي الذي روى ثراه المقدّس والمعاناة والألم والأمل يجمعنا؟ فلنمضي معا وسويّا ولنتعالى على الجراح ونضمّدها ونتجاوز كلّ التّحدّيات والصّعوبات. وليعلم هذا الجيل أنّ عليه حملٌ ومسؤوليّة وأمانه ملقاةٌ عليه، وهي أمانة التّحرير وأمانة فلسطين. أما آن لهذا الجيل أن يُنهي الوهم، وهم السّلام المزعوم، ويُنهي النّكبات والنكسات.. فلنعد جيل القرآن وجيل التّحرير وجيل المقاومة، جيلاً واعيا ومؤمنا بعدالةِ قضيّته، فأنتم قوّة وعماد هذه الأمّة ونبراسها، وأنتم جيل التّحرير بإذن الله وستنتصرون وسينتصر الدّم النّازف الطّاهر …لا ولن تنالوا من عزيمته، لن تنزعوا القدس وحبّ فلسطين من قلبه وعقله فعودوا من حيث أتيتم…
والصّرخة الأخيرة أوجّهها في وجه السّجان لا ولن تستطيعوا حصار فكري ساعة، لن أكون أسيرا بل سأكون حرّا رغم القيود، سأمضي بفخر وعزّة، ولن تنالوا من عزّتي، سأظلّ شامخا راسخا، لم أُطأطئ الرّأس ولن يجرفنا التّياّر، ففلسطين عقلي ووجداني وروحي وعقيدتي، وبسواعد المقاومة سينكسر القيد وتنقشع الغمّة، وما ذلك على الله بعزيز.