
بقلم : إسلام حامد
أنا لستُ عدوّك
لماذا تَسْجُنَنِي ؟ تُعذبُني، تُغيّبُني، تُرْديني !!
اتعلقني من جسدي أو روحي لتسمع عذابي و أنيني
أنا لستُ عَدُوّك.
لم أسرق أرضك، لم أجلد ظهرك، لم أقتلع شجرك، لم أحرق أو أهدم بيتك.
أتقتُلُني؟ بالسّيف أتقتُلُني.
أتقتُلُني؟ بالغدر أتقتُلُني.
تَحزُّ عنُقي، من وريدي إلى وريدي.
اْتقتاتْ على آهاتي؟ أتستمتِعُ بصوت معاناتي؟
آهٍ منك آه
لا تتلذّذ بجرحي، أو تشرب شيئا من دمي.
لا تهتك لي عرضي، أو تنزع حجابا لأمّي، أُختي أو زوجتي، وابنتي.
آهٍ منك، أنا لستُ عدوّك.
أتظنُّ أنّ الموت يطفئُ لهيب حرّيتي.
أتقتلِعَني منْ قدسي، من أرضي، منْ شعبي أو من كلّ أحلامي.
ألمْ تعلم، بأنيّ ضربتُ لي جذورا في رحمِ الأرض.
سقيتُها بدماء الشّهداء.
فجُذوري تُنْبُتُ منْ قلب التّاريخ.
أتظُنّ أنّكَ ستمنَعُ أغصاني من أن تداعبَ نسماتِ الرّيح؟
من قال لك، أنَّ ظلمات الجهلِ ستقهَرْ أنوارَ الكلمة.
يا قابعا في الظّلام، يا ساكنا بلا عنوان.
اعلم بأنّ وهج الشّمس يحيى بطيبه الحروف المكسورة.
يا تعيسَ الحال، لن تُصبِحَ إنسانا. ستبقى كما أنت، شيئا بلا عنوان
لن تهتدي لنور الحقّ
لن تُصقَلَ الأرواحُ في قلب الظّلمة
تحت الشّمس أو لن تكون أبدا
لن تطفئ الشّموع، لن تسمَلَ العيون، فآهٍ آه لعذاباتي وآلامي.
و أنهارُ الدّمِ قد أنارت مصابيحَ الهداية.
كلماتي وأشعاري، أحزاني وأوجاعي، تُحرّرُني من قيود العبوديّة.
لا أعيش تحت عرشكم، لا أخافُ من سياطكم.
أو سيوفكُم الهاطلةُ عليّ كالمطر.
أنا لست الدّخيل عليكُمُ، أنا لستُ الدّخيلَ على ترابِ الوطن.
أنا لي روحٌ ودمْ، لي نثراتُ الزّمن، لي وجعُ القلب يدميني
ألا يا زفير اللّهبِ اشتعلْ، و يا صليلَ السّيفِ والغضبِ احتُدِمْ
ويا زمجرةَ العصفِ والرّيحِ أنْ تعالي.
خذوا منّي دمائي و أنفاسي.
ستبقى القدس مفخرةً لمن يهبْ، لها روحُ الفداءِ والغضبْ
أنا لي ذراتُ الشّام، وصولاتُ الجهاد
تَحضُنُنِي عند قهر الغيابْ
أنا الجسدُ الذي لا يذوبْ، يَنتصرُ في المعامعِ والخضوبْ.
أنا الغازي بالكلمات بحور الظّلمةَ.
أنا السّيف الغازي بالشّوق نور الجنّة،
أنا ابنُ القسّام ينادي، حيّ على الجهاد، حيّ على الرّباط، حيّ على الرّجال
أين أيّامُكْ.
أنا وسمةُ الحزنِ التي طُبِعَتْ على جباهِكُم
ولعنةُ العمرِ التي وُلِدَتْ عند مجيئكم، تلاحقكم، تطاردكم، تناديكم،
وتصرخ في وجوهكم
حتى ترديكم
أنا كلمة الحقّ عند زوغة الباطل، أنا فجر الله عند كلّ المنازل
آهٍ منك آه
أنا لستُ عدوّكم