أبطال المؤبدات والأحكام العالية

أسرى منسيّون حلقة (1)

بقلم: محمّد النّجّار

إنّ الأسير الفلسطيني هو نموذج حيّ للّذي يضحّي من أجل قضيّته دون مقابل، فكما يتغنّى العالم دوما بالثّوّار الذين قدّموا حياتهم وأعمارهم من أجل قضايا شعوبهم، علينا نحن أيضا أن نبقى دوما نذكر ونتذكّر الأسير الفلسطيني الذي فقد حرّيته من أجل حرّية وطنه وشعبه .. لذلك سننطلق بهذه الحلقات من سلسلة أسرى منسيّون للتّعرف على القائمة الطويلة من أسرانا وأسيراتنا في سجون الظّلم الصهيوني …

نتحدّث اليوم عن أسيرٍ عرفته ساحات الاشتباكات في مدينة الخليل، ببندقيّته المميّزة، ولبسه المميّز، حتّى عُرف باسم (بن لادن فلسطين)، إنّه الأسير “صدقي حامد شاكر الزرو التّميمي”   (و الذي يبلغ من العمر (60) عاما وهو من محافظة الخليل ومعتقل منذ 16 آب لعام 2002م والمحكوم بالسّجن لمدّة 35 عاما. تم تكريس الاجتماع لذلك.

الأسير صدقي الزرو سيتمّ  عامه السّابع عشر بعد شهور قليلة في سجون الاحتلال  وكان والده قد توفّي وهو داخل الأسر … وهو صامد صابر لم يزدد إلاّ عنفوانا و حبّا لوطنه و شعبه، ورغم  أنّه واحد من أولئك الأسرى المرضى حيث يعاني من الإهمال الطّبي المتعمّد من قبل إدارة السّجن وعدم تقديم الرّعاية الطّبية له خلافا لما تنصّ عليه الاتّفاقيات والمواثيق الدّوليّة، بل وتتفنّن في إلحاق الأذى به، فهو يعاني من عدّة أمراض منها  “السّكري، ومشاكل في العمود الفقري، والقولون، ومشاكل في المعدة والأمعاء وصعوبة في الإخراج، إضافة إلى حساسيّة من البنسلين وأدوية أخرى ممّا يفاقم من معاناته، وكما أنّه لا يقوى على السّير إلاّ بعكاز للمشي ويعاني من هزال شديد ونقص بالوزن “.

الأسير المسنّ صدقي الزرو رغم سنّه الكبير ومرضه الصّعب فإنّه تعرّض  إلى العديد من الاعتداءات والعقوبات خلال فترة اعتقاله الطّويلة، ومنها نقله إلى العزل الانفرادي أكثر من مرّة، وحرمانه من زيارة ذويه، بحجّة المنع الأمني وكان آخر هذه الاعتداءات في شهر نوفمبر للعام 2018، حيث أنّ أحد الضّبّاط الصّهاينة، إضافة إلى أربعة سّجانين اعتدوا عليه بالضّرب المبرّح، بعدما ادّعوا أنّه قام برمي عكّازاته أثناء تواجدهم في الزّنزانة، ونتيجة للاعتداء أُصيب بكسر في إحدى قدميه، وجروح في وجهه وجسده و من ثمّ اقتادوه إلى العزل .

إنّ الأسير صدقي الذي يلقى حبّ واحترام تقدير جميع الأسرى بكافّة توجّهاتهم هو شجرة باسقة تحمل ثمار الحرّية التي سنقطفها بعد حين بعد أن سقاها بعطائه وصبره وحبه الكبير لفلسطين، لذا واجبٌ علينا أن لا ننساه وأن نحفظ اسمه ونرفع صورته في كلّ حواري الوطن السّليب لنقول لهذا العالم أنّنا شعب نحبّ الحياة و أنّ هناك أسير يُسجن منذ عشرات السّنين من أجل دفاعه عن كرامة الإنسان الفلسطيني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى