
معاذ عليوي/ طالب دكتوارة، وباحث وإكاديمي.
يعد الإعلام السلطة الرابعة في أي دولة من دول العالم لما يمثله من أداة إعلامية وإنسانية في نقل الصورة الحقيقة للواقع المجتمعي التي تعيشها الدولة متخطياً كل الحواجز والحدود المناطقية والإقليمية والعالمية لنقل الصورة وإيصالها إلى الجمهور بواقعية وإنسانية.
أما على الصعيد الفلسطيني فلا بد لوسائل الإعلام الفلسطينية أن تلعب دوراً مهماً في تمثيل الأسير الفلسطيني داخل المعتقلات والسجون الصهيونية، لما يحاك ضدهم من جرائم مباشرة وغير مباشرة تنفذها عصابات الإجرام الصهيوينة في داخل الزنازنين، وما تتركه من آثار وحشية بحقهم، مما يؤدي في غالبية الإحيان إلى إصابتهم بإمراض مزمنة منها السرطان، أو إنعدام الرؤية الكلية، أو الإستشهاد داخل الأسر، ومنهم من يفقد حياته بعد خروجه من الأسر لما تتركه تلك المعتقلات الصهيونية بحقهم من آذى مباشر، مما يتطلب إستراتيجية إعلامية فعالة تليق بحجم وتضحيات الأسرى داخل السجون الأسرائيلية، لأن صمودهم وتضحياتهم تمثل الكل الفلسطيني وليس حزباً أو فصيلاً بعينه.
إن دور الإعلام الفلسطيني في الدفاع عن قضية الأسرى يتطلب إستراتيجية إعلامية واعية ومتزنة ولديها قدر عال من الثوابت الوطنية والمهنية حتى تكون قادرة على إيصال رسالتها ليس للفلسطينين وحدهم بل للكل الفلسطيني سواء في الداخل أو الخارج حتى يدركوا وحشية هذا المحتل وعنفوانه وظلاميته بحق الأسرى الفلسطينين وما يرتكبه بحقهم من جرائم منظمة تستدعي أن يتطلع عليها الكل العربي الفلسطيني والغربي لما تمثله تلك الدولة من واحة للديمقراطية في المنطقة وما يسفر عن ذلك من تبيض صورتها للكل بأنها حمامة السلام في المنطقة العربية والغربية.
وحتى نصل إلى دور إعلامي فعال وإستراتيجي قادر على الدفاع عن الإسرى الفلسطينين داخل الأسر وخارجه لابد من الآتي:
أولاً: تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية فهي الصمام الأمان لبناء إعلام فلسطيني قوي ومتماسك وقادر على نقل الصورة بكل حرفيتها وتوثيقها أمام الرأي العام العربي والغربي، فضعف الإنقسام بلا آدنى شك سيؤدي بطريقة مباشرة وغير مباشرة إلى ضعف وسائل الإعلام بل تشتيتها، وعدم قدرتها على إبراز الصورة الحقيقية للأسرى الفلسطينين.
ثانياً: تبني الإعلام الرسمي الفلسطيني تغطية خاصة يومية عبر قنواته المحلية والفضائية تتناول واقع أسر الأسرى الفلسطينين، وطرائق معيشتهم اليومية، حتى يدركوا بأنهم جزء من الكل وأن المجتمع مازال محاط بهم ولم ينساهم أبداً.
ثالثاً: التنسيق التام ما بين وسائل الإعلام الفلسطينية والغربية في نقل الصورة الحقيقية عن واقع الأسرى الفلسطينين من خلال إنشاء برامج تلفزيونية مشتركة تبث واقع الأسرى داخل السجون الإسرائيلية وخارجها، مما يعزز قوة الإعلام الفلسطيني أمام الرأي العام المحلي والعالمي.
رابعاً: إستضافة الإسرى الفلسطينين المحرريين خارج الأسرى والتعرف على تجربتهم لاسيما وأن العديد منهم حاصل على درجة علمية مرموقة، إلى جانب إشعارهم بأنهم جزء وركن مهم داخل مجتمعهم. فإستضافتهم في برامج حوارية أو تلفزيونية يعزز من صمودهم وقوتهم وشحذ لطاقاتهم ورفع لمعنوياتهم.
خامساً: التواصل مع عائلات الإسرى وتوزيع الإبتسامة على وجوهم ليس فقط في بوم العيد أو غيره، بل في كافة المناسبات الوطنية وغيرها في محاولة لدمجهم في الإطار المجتمعي الفلسطيني، وعدم الشعور بالنقص والحرمان.
سادساً: الدعم الإعلامي الرسمي من قبل السلطة الفلسطينية في الحفاظ على صمود الأسرى داخل الأسر من خلال إجبار مصلحة السجون الإسرائيلية في إجراء برامج حوارية معهم مباشرة من خلال فضائيات تابعة لها، ـوهذا لن يتحقق على المدى القريب بحاجة إلى رؤية عميقة وإستراتيجية فلسطينية وطنية ورسمية متماسكة حتى تتحقق.
ختاماً: إن تفعيل إعلام فلسطيني قوياً ومتماسكاً بجاحة أولاً وأخيراً إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تمثل الرؤية الحقيقية الصلبة في الحفاظ على منجزات الأسرى داخل الأسر وخارجه، فعندما تتحقق الوحدة الوطنية الفلسطينية بكل أبجدياتها ومكوناتها الوطنية، يستعيد الأسرى عافيتهم ويكونون قادرين على إكمال مسيرتهم وطريقهم التي ساروا لإجلها، وهذا لن يتأتى إلا بتكاتف جميع الجهود الوطنية والفلسطينية والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية، فالكل يقع على عاتقه الحفاظ على تلك الشريحة لإنها مكون أصيل وركن مهم داخل الأسر وخارجه.