
بقلم: ثامر سباعنه
لجأ الاحتلال الإسرائيلي منذ نشأته لسياسة قمع الفلسطينيّين بكلّ الطّرق المتاحة، فمن تشريدهم من أرضهم إلى هدم البيوت واحتلال الأراضي وبناء المستوطنات، كذلك الاعتقال بحقّهم، فقد امتلأت سجون الاحتلال بالأسرى الفلسطينيّين من كلّ الفئات، أطفالا وشبابا وشيوخا بل وحتّى النّساء، لكنّه لم يكتف بهذه السياسة فقد طال الاعتقال والأسر جثامين الشّهداء التي تركها تتجمّد وتتشوّه في مقابر الأرقام (سمّيت بمقابر الأرقام لأنّ جثث الشّهداء تحفظ بالأرقام لا بالأسماء).
قتل الفلسطينيّين واعتقال جثثهم لم يأت بمحض الصدفة، ولم يكن غريبا على الاحتلال، بل هو شكل من أشكال الانتقام والجلد للجسد والقضيّة الفلسطينيّة، فقد غدا الجسد الفلسطينيّ ميدانا ليظهر الاحتلال قوّته وجبروته وهمجيّته، بل وليفرض سيادته وسيطرته على الأرض والجسد، سواء كان هذا الجسد حيّا أو مجرّد جثّة.
سياسة اعتقال الجثث ليست بسياسة جديدة على الاحتلال -ولكن قد تكون دولة الاحتلال الدّولة الوحيدة التي تفرض عقوبات على الجثث- بل بدأت مع نشوء الدّولة، ففي المرحلة الأولى للاحتلال (1967 طبّق الاحتلال القانون البريطاني بحيث تعطى الصّلاحيّة للضّابط العسكري للتّصرف بالجثّة بناء على الوضع الميداني، ووفقا للإحصاءات فإنّ الاحتلال ومنذ عام 1976 وحتّى عام 2016 احتجز 268 جثمانا فلسطينيّا في مقابر الأرقام، ومع بدء هبّة أو انتفاضة السّكاكين بدأت المرحلة الثّالثة من حملة احتجاز الجثث، إذ اتّخذ الاحتلال قرارا باحتجاز جثث الشّباب والشّابات المنفّذين لعمليّات الطّعن، وخاصّة سكّان القدس، فقد ظنّ أن بسياسته تلك سيضغط على الفلسطينيّين وخاصّة أهالي الشّهداء وبالتّالي يوقف المقاومة أو يحدّ منها، بالإضافة إلى أنّ الاحتلال يسعى لمنع تحوّل الجنازات إلى مسيرات تكريما وتمجيدا للشّهيد، ومؤخّرا لجأ الاحتلال لسياسة حجز الجثث (خاصة شهداء غزّة) بهدف إجراء تبادل للأسرى مع المقاومة في غزّة.
كشفت مصادر صحفيّة إسرائيليّة وأجنبيّة معلومات عن أربع مقابر أرقام هي حسب ما نشرته الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشّهداء:
*مقبرة الأرقام المجاورة لجسر ”بنات يعقوب” و تقع في منطقة عسكريّة عند ملتقى الحدود الإسرائيليّة-السّوريّة- اللّبنانيّة، وتفيد بعض المصادر عن وجود ما يقرب من 500 قبر فيها لشهداء فلسطينيّين ولبنانيّين غالبيّتهم ممّن سقطوا في حرب 1982، وما بعد ذلك.
*مقبرة الأرقام الواقعة في المنطقة العسكريّة المغلقة بين مدينة أريحا وجسر داميه في غور الأردن، وهي محاطة بجدار، فيه بوّابة حديديّة معلّق فوقها لافتة كبيرة كتب عليها بالعبريّة ”مقبرة لضحايا العدوّ” ويوجد فيها أكثر من مئة قبر، وتحمل هذه القبور أرقاما من 5003 إلى 5107 ” (ولا يعرف إن كانت هذه الأرقام تسلسليّة لقبور في مقابر أخرى أم كما تدّعي إسرائيل بأنّها مجرد إشارات ورموز إداريّة لا تعكس العدد الحقيقي للجثث المحتجزة في مقابر أخرى).
. *مقبرة ”ريفيديم” وتقع في غور الأردن
*مقبرة ”شحيطة” وتقع في قرية وادي الحمام شمال مدينة طبريا الواقعة بين جبل أربيل وبحيرة طبريا. غالبية الجثامين فيها لشهداء معارك منطقة الأغوار بين عامي 1965 – 1975.
يقول والد أحد الشّهداء الأسرى : “حالة من القلق والانتظار تنتابنا على مدار اليوم ونتساءل فيها عن مصير أولادنا الشّهداء، هل سنتمكّن من إلباسهم الكفن الذي عبّقناه بالعطر الذي يليق بمنزلتهم؟؟ هل ستزفّهم الجماهير إلى مرقدهم الأخير؟”
اعتقال الجثامين هو ممارسة غير قانونيّة تضاف إلى مجموعه الجرائم الاحتلاليّة بحقّ الفلسطينيّين، فالمادّة 130 من اتّفاقيّة جنيف الرّابعة، والمادّة 34 من البروتوكول الإضافي الأوّل الملحق باتّفاقيّات جنيف، تلزمان الدّول بدفن المعتقلين المتوفّين أو المقتولين باحترام وبما يتلاءم مع ثقافتهم ودينهم.
ولقد تحوّلت الجثامين المختطفة إلى شكل من أشكال المواجهة بين الاحتلال والفلسطينيّين، وانتقلت هويّة الجثمان وانتماؤه من انتماء وهويّة أسرته وعائلته إلى انتماء جماعيّ وشعبيّ.
وفيما يلي قائمة للشّهداء الأسرى في مقابر الأرقام منذ عام 2016
( مع ملاحظة وجود عدد آخر من شهداء غزّة لم يجر توثيقه):
- عبد الحميد ابو سرور /بيت لحم 18.04.2016
- محمد الطرايرة /بني نعيم 30.06.2016
- محمد الفقيه /دورا الخليل 27.07.2016
- رامي عورتاني /نابلس 31.07.2016
- . مصباح ابو صبيح /القدس 09.10.2016
- فادي القنبر/ جبل المكبر القدس 08.01.2017
- عادل عنكوش /دير ابو مشعل/ رام الله 16.06.2017
- اسامة عطا /دير ابو مشعل / رام الله 16.06.2017
- براء ابراهيم /دير ابو مشعل / رام الله 16.06.2017
- علاء ابو عراب /غزة 30.10.2017
- شادي الحمري /غزة 30.10.2017
- بدر مصبح /غزة 30.10.2017
- احمد السباخي /غزة 30.10.2017
- محمد البحيصي /غزة 30.10.2017
- احمد اسماعيل جرار /جنين 17.01.2018
- احمد نصر جرار/ جنين 06.02.2018 .
- عبد الرحمن بني فضل /عقربا 18.03.2018 .
- مصعب السلول /غزة 30.03.2018
- . محمد الربايعة /غزة 30.03.2018
- عطية العماوي / خانيونس 30.04.2018
- يوسف ابو جزر / رفح / 30.04.2018
- يوسف العماوي / خانيونس 30.04.2018
- عبد السلام مسامح غزة 06.05.2018
- عزيز عويسات /القدس 20.05.2018
- رمزي النجار/ خانيونس 04.06.2018
- خالد عبد العال / رفح 02.07.2018
- محمد طارق دار يوسف /كوبر 26.07.2018
- هاني المجدلاوي /غزة / 20.08.2018
- وائل الجعبري / الخليل 03.09.2018
- الشهيد عطاف صالح /جباليا / 09.09.2018
- الشهيد الطفل المختطف عماد شاهين /غزة 05.11.2018.
- رمزي ابو يابس / الدهيشة /26.11.2018
- صالح البرغوثي / كوبر / 12.12.2018
- اشرف نعالوة /الشويكي / فجر 13.12.2018
- محمد فوزي عدوي /عزون عتمة /21.01.2019
- سماح مبارك /مخيم قدورة / 30.01.2019