الأسرى المضربينغير مصنفكي لا ننسى

لماذا يلجأ الأسرى لخوض معركة الإضراب عن الطعام ؟

 

بقلم :رولا إبراهيم حسنين

 

لا شك أن كل إنسان لا يحبذ عيش لحظات الموت البطيء، ولا يعتبر خيار الإضراب عن الطعام خياره الأوّل لمواجهة بعض الأحقاد أو لتحقيق مطالبه العادلة، ولكن الأسرى الفلسطينيين في كثير من الأحيان كانوا يلجؤون لخوض معركة الإضراب عن الطعام، في سبيل المطالبة بحقوقهم كأسرى حرب بعد استنفاد كل الوسائل المشروعة أمامهم للمطالبة بحقوقهم دون جدوى. 

ويتمثل الإضراب عن الطعام في الامتناع التام عن تناول الطعام، مقابل تناول الماء والملح فقط، وفي بعض الأوقات كان الأسير يعلن اضرابه عن الملح أيضاً الأمر الذي من الممكن أن يؤدي الى تدهور سريع على حالته الصحية. ولا شك أن عدد من الأسرى استشهدوا جراء الاضراب عن الطعام. فيعتبر الشهيد عبد القادر أبو الفحم الذي استشهد بتاريخ 11/7/1970، خلال إضراب سجن عسقلان، أول شهداء الحركة الأسيرة خلال الإضراب عن الطعام، وكذلك استشهاد راسم حلاوة وعلي الجعفري بتاريخ 24/7/1980 خلال إضراب سجن نفحة، والشهيد محمود فريتخ الذي استشهد اثر إضراب سجن جنيد عام 1984، والشهيد حسين نمر عبيدات والذي استشهد بـ 14/10/1992 خلال إضراب سجن عسقلان.

سابقاً كان الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال يتم بصورة جماعية، وبتخطيط منظم من قبل قيادة الحركة الأسيرة من كافة الفصائل الفلسطينية، وكانت تحظى خطواتهم التصعيدية باهتمام محلي واقليمي على الأقل، بينما كانت تؤرق إدارة السجون الصهيونية، وما إن يلبث الأسرى اعلانهم الاضراب عن الطعام كانت تفتح معهم إدارة السجون حواراً لثنيهم عن هذه الخطوة، ومع مرور الأيام تستجيب لهم وتحقق مطالبهم. 

مطالب عدة وانجازات مهمة حققها الأسرى خلال معارك الإضراب عن الطعام التي خاضوها على فترات متلاحقة، ولكن اليوم نلحظ ارتفاعاً في أعداد الأسرى الذين يخوضون إضراباً عن الطعام بشكل فردي، الأمر الذي من شأنه ألا يحظى باهتمام إلا من عائلة الأسير المضرب وحيّه الجغرافي، وعلى أبعد حد مؤسسات شؤون الأسرى، ويماطل الاحتلال في المبادرة بفتح حوار مع الأسير المضرب في محاولة لكسره عن استمرار إضرابه، ولكي لا يحقق الأسرى منفردين انجازات هامة، قد يلحق بهم أسرى آخرون. 

ولكن بحثاً في الدواعي التي تدفع الأسير لخوض الإضراب عن الطعام أو ما شاع تسميتها “معركة الكرامة” هي سياسات الاحتلال القمعية ضد الأسرى، وكذلك عدم الاهتمام الشعبي بقضية الأسرى بعد أن كانت تحتلّ أولوياتهم، ولا يعود السبب في ذلك على الشعب ذاته، إنما كونه بات يعيش في دوامة غير منتهية تجاه قضيته ومن تجاذبات قضايا أخرى، وكذلك ضعف دور المؤسسة الرسمية في الدفاع عن الأسرى والمطالبة بحقوقهم، عدا عن المناكفات السياسية في قضية الأسرى والتي باتت ترهق عوائل الأسير من قطع مخصصاته، وحرمانه من راتب معيشي. فبات الأسير يشعر أن معركته في داخل الأسر هي معركة فردية بينه وبين ادارة سجون الاحتلال. وكذلك الارتفاع الملحوظ في أعداد الأسرى في السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي يصعبّ جرّهم الى مربع المواجهة مع الاحتلال. 

ويعود تاريخ معركة الكرامة الى الستينيات، حيث خاض الأسرى أول إضراب عن الطعام في سجون الاحتلال، عام 1968 في سجن نابلس، استمر لثلاثة ايام رفضاً لسياسات الاذلال والضرب التي كان يتعرض لها الأسرى.

إضراب سجن الرملة بتاريخ 18/2/1969، والذي استمر واستمر 11 يوماً، وذلك للمطالبة بتحسين وزيادة كمية الطعام وادخال القرطاسية، ورفض منع التجمع لأكثر من أسيرين في الساحة وزيادة وقت الفورة، انتهى بقمع الأسرى وعزلهم وتعريضهم للإهانة.

إضراب معتقل “كفار يونا” بتاريخ 18/2/1969، والذي استمر لـ 8 أيام، وتزامن مع إضراب الرملة، وذلك للمطالبة بتغيير “الفراش” الذي ينام عليه الأسير وكانت من البلاستيك، وتحسين وزيادة كمية الطعام وإدخال القرطاسية، ونتج عنة السماح بادخال القليل من القرطاسية من أجل كتابة الرسائل للأهل.

إضراب الأسيرات الفلسطينيات في سجن “نفي ترستا” بتاريخ 28/4/1970. واستمر 9 أيام. وقد تعرضن جراء الإضراب للإهانة والعقوبات منها العزل في زنازين انفرادية. وعدت إدارة السجون بفحص والاستجابة للمطالب لكن ما تم تحقيقة هو القليل جدا مثل تحسين التهوية وزيادة وقت الفورة وإدخال بعض الحاجات الخاصة بالنساء عبر منظمة الصليب الأحمر الدولية.
إضراب سجن عسقلان بتاريخ 5/7/1970. واستمر الإضراب 7 أيام. طالب فيه الأسرى إدخال القرطاسية والملابس من الأهل وزيادة وقت “الفورة”. وتنصلت إدارة السجن من تلبية المطالب بعد أن وعدت بتلبية مطالب الاسرى.

إضراب سجن عسقلان بتاريخ 13/9/1973 وحتى تاريخ 7/10/1973.

الإضراب المفتوح عن الطعام بتاريخ 11/12/1976، والذي انطلق من سجن عسقلان؛ لتحسين شروط الحياة في الأسر. واستمر لمدة 45 يوماً. وفيه سمحت إدارة السجن بإدخال القرطاسية وتسلم الأسرى لمكتبة السجن كمراسلة الأهل وكذلك تحسين نوعية وكمية الطعام واستبدال فراش الأسرى المهترئ. ويعتبر هذا الإضراب الأطول الذي يخوضه الأسرى.

الإضراب المفتوح بتاريخ 24/2/1977. واستمر لمدة 20 يوماً في سجن عسقلان. وهو امتداد للإضراب السابق. بعد تراجع إدارة السجن عن بعض الوعود التي قطعتها للأسرى قرر الأسرى استئناف الاضراب عن الطعام مرة أخرى.

أما الإضراب الأكثر وقعاً على الأسرى، فقد كان إضراب سجن نفحة بتاريخ 14/7/1980. واستمر 32 يوماً، وكان هذا الإضراب في ذات العام الذي افتتحت فيه ادارة سجون الاحتلال هذا السجن، وكان يتسع لحوالي 100 أسيراً، وهدفت سلطات الاحتلال من تشغيله عزل الكادر التنظيمي عن الحركة الأسيرة، بعد أن كانت الحركة الأسيرة قد نظمت واقع السجون والنهوض بواقع الحركة الأسيرة بمختلف الاتجاهات، فعزلتهم ادارة سجون الاحتلال وقدمت لهم الطعام الفاسد المليء بالأتربة، وحرمتهم من الفورة عدا عن فقدان غرف السجن الحديثة من التهوية، فقررالأسرى البدء بخطوة الاضراب عن الطاعم بتنسيق مع الأسرى في سجني عسقلان وبئر السبع، وتعرض الأسرى للضرب بقسوة، واستخدمت لأول مرة “الإطعام القسري عبر الأنابيب البلاستيكية تدفع الى معدة الأسير من خلال فتحة الأنف بعض الطعام” لكسر إضرابهم. وهذه خطوة صعبة وقاسية وخطرة على الاسير.

إثر ذلك تم نقل دفعة من الأسرى ممن ساءت حالتهم الصحية إلى سجن نيتسان في الرملة، وتعرضوا للتنكيل الشديد حيث استشهد الأسير راسم حلاوة يوم 21/7، والأسير علي الجعفري، وأنيس دولة، واستشهد الأسير بعد عامين إثر الإضراب ومضاعفات ما قامت به ادارة سجون الاحتلال ضد الأسرى المضربين. وبعد استشهاد 3 أسرى خلال الإضراب التحق الأسرى في كافة السجون بالإضراب كخطوة احتجاجية، وتعاملت ادارة سجون الاحتلال بالمزيد من العنف والقسوة والإرهاب مع الأسرى المضربين، واستمر 33 يوماً.

نتج عنه السماح بإدخال الأسرّة وتوسيع مساحات الغرف والساحات ورفع الصاج عن السقف العلوي من الباب، بحيث يستبدل بالشبك، وسارت الأمور في تحسن مستمر حيث تم تقليص العدد في الغرف وإدخال ألبومات الصور ومواد القرطاسية على زيارة الأهل، وتم تركيب الأسرّة في كل السجون بالتدريج.

اضراب سجن جنيد في أيلول عام 1984. واستمر 13 يوماً. وقد تم إخلاء سجن بئر السبع من الأسرى الفلسطينيين. وانضم إليهم باقي الأسرى في سجون الاحتلال، واعتبر هذا الإضراب نقطة تحول إستراتيجية في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة ، حيث سمح لهم بادخال الراديو والتلفاز والملابس المدنية وزيادة مبلغ الكانتينا، إلى تحسين أنواع الطعام والعلاج.
وقد شهد هذا الإضراب حركة تضامن شعبية واسعة ونظمت المظاهرات والاعتصامات التضامنية.

– إضراب سجن جنيد بتاريخ 25/3/1987. وشارك فيه أكثر من 3000 أسير فلسطيني، من مختلف السجون. واستمر 20 يوماً، وقد جاء هذا الإضراب بعد تبدل ادارة سجون الاحتلال، وسحب العديد من الإنجازات، مثل منع الأسرى من تلقي ملابس من أهاليهم ومنع الأسرى من زيارات الغرف وتقليص مدة الفورات وكميات الطعام، إضافة إلى التعامل السيء مع الأسرى، الأمر الذي أدى إلى دفع الأسرى في سجن جنيد لإعلان إضراب مفتوح عن الطعام، انتهى دون نتائج ملموسة، وأسهم في اندلاع انتفاضة الحجارة. والالتفاف الشعبي حولها.

اضراب 23 كانون الثاني 1988 : بهذا التاريخ أعلن الأسرى الفلسطينيون الإضراب عن الطعام، تضامناً وتزامناً مع إضرابات القيادة الموحدة للانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال، والتي اشتعلت في كانون الأول (ديسمبر) 1987.
– إضراب سجن نفحة بتاريخ 23/6/1991. واستمر 17 يوماً. بدء هذا الإضراب في ظروف اشتدت فيها الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال، وقد خرج شاؤول ليفي من مديرية السجون إثر انتقادات واسعة لأسلوب عمله، نظرًا للشروط التي قدمها للأسرى، وفي ظل حكومة ترأسها إسحق شامير. وقد عين مكانه مدير جديد هو جابي عمير في أثناء حرب الخليج الأولى وحالة الطوارئ التي فرضت على السجون. بعد الحرب رفضت إدارة السجون إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل حالة الطوارئ وتفاوتت التشديد من سجن لآخر، فدخل أسرى سجن نفحة في إضراب لإعادة الأمور إلى سابق عهدها وكان ذلك في 21 حزيران (يونيو) من عام 1991، ولكن السجون الأخرى لم تدخل في هذا الإضراب فظل منفرداً فيه. وانتهى دون نتائج واضحة، ولكنه اعتبر الأرضية القوية لاضراب 1992.

– إضراب 25/9/1992، الذي شمل معظم السجون. وشارك فيه نحو سبعة آلاف أسير. واستمر 15 يوماً. بعد فشل إضراب نفحة عام 1991، بدأت السجون كلها بالتحضير لإضراب شامل لكل الأسرى في سجون الاحتلال، وأمام هجمة إدارة السجون الشرسة على الأسرى استمرت التحضيرات قرابة عام كامل، حيث بدأ الإضراب يوم 25 أيلول (سبتمبر) 1992 في غالبية السجون المركزية وتضامن بعض المعتقلات، استمر هذا الإضراب 18 يومًا في غالبية السجون و19 يومًا في معتقل نفحة، وتفاعل الشارع الفلسطيني مع الإضراب بصورة كبيرة، وتأججت فعاليات الانتفاضة، وتحرك الفلسطينيون داخل الخط الأخضر بصورة نشطة. وعلى غير العادة بقيت أجهزة التلفاز عند الأسرى ولم تسحب، مما أدى إلى رفع معنويات المضربين عند مشاهدتهم لتفاعل الناس مع الإضراب. وانتهى الإضراب بنجاح كبير للأسرى وقد اعتبر هذا الإضراب من أنجح الإضرابات التي خاضها الأسرى الفلسطينيون من أجل الحصول على حقوقهم .حيث تم تحقيق الكثير من الإنجازات الضرورية، مثل إغلاق قسم العزل في سجن الرملة ووقف التفتيش العاري وإعادة زيارات الأقسام وزيادة وقت زيارة الأهل والسماح بالزيارات الخاصة وإدخال بلاطات الطبخ إلى غرف المعتقلات وشراء المعلبات والمشروبات الغازية وتوسيع قائمة المشتريات في الكانتينة.
– إضراب/6/1994، الذي شمل معظم السجون، حين خاض الأسرى إضراباً مفتوحاً عن الطعام؛ إثر توقيع اتفاقية القاهرة (غزة– أريحا أولاً) ،احتجاجاً على الآلية التي نفذ بها الشق المتعلق بالإفراج عن خمسة آلاف أسير فلسطيني حسب الاتفاق، واستمر الإضراب ثلاثة أيام.
– إضراب الأسرى بتاريخ 18/6/1995 تحت شعار (إطلاق سراح جميع الأسرى والأسيرات دون استثناء). وجاء هذا الإضراب لتحريك قضيتهم السياسية قبل مفاوضات طابا، واستمر لمدة 18 يوماً. وبعد اتفاقية أوسلو تحسنت شروط حياة الأسرى بصورة كبيرة، وتقلص عددهم في السجون بعد عمليات الإفراج وانخفاض وتيرة الانتفاضة.

-إضراب أسرى سجن عسقلان عام 1996، حتى هذا التاريخ لم تكن الأطر التنظيمية للإضراب قد تبلورت بعد بشكل واضح، وكانت القيادة في السجون في غالبيتها حول أشخاص مركزيين، وكان الأسرى لا يزالون يفترشون قطعًا من البلاستيك تحتهم عند النوم.
خاض الأسرى إضراباً عن الطعام استمر 18 يومًا ، إذ لم يتناولوا غير الماء و الملح. توقف الإضراب بناءً على وعود من مديرية السجون بتحسين الشروط الحياتية وعلى رأسها إعطاء كل واحد من الأسرى فرشة إسفنج، ولكن مديرية السجون تنصلت من وعودها فاضطر الأسرى للعودة إلى الإضراب حتى رضخت مديرية السجون وأحضرت الفرشات وأدخلت بعض التحسينات الحياتية.
– خاض الأسرى إضراباً مفتوحاً عن الطعام بتاريخ 5/12/1998؛ إثر قيام الاحتلال بالإفراج عن 150 سجين جنائي، ضمن صفقة الإفراج التي شملت (750) أسيراً وفق اتفاقية واي ريفر وعشية زيارة الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلنتون للمنطقة.. وقد تزامن مع ذلك نصب خيمة التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام في السجون السلطات الاحتفالية أمام نصب الجندي المجهول بغزة وإعلان 70 أسيراً محرراً الإضراب المفتوح عن الطعام.

– دخل الأسرى إضراباً مفتوحاً عن الطعام بتاريخ 1/5/2000؛ احتجاجاً على سياسة العزل، والقيود والشروط المذلة على زيارات أهالي المعتقلين الفلسطينيين. وقد استمر هذا الإضراب ما يقارب الشهر، ورفع خلاله شعار إطلاق سراح الأسرى كأحد استحقاقات عملية السلام. وقد انتفضت الجماهير الفلسطينية تضامناً مع الأسرى واستشهد ثمانية من الفلسطينيين في أيام متقاربة خلال الإضراب، في مناطق قلقيلية ونابلس ورام الله والخليل، وقد أضرب العشرات من الأسرى المحررين عن الطعام في خيمة التضامن التي نصبت قرب جامعة الأزهر في غزة. وجاء هذا الإضراب بعد عزل ثمانين من الأسرى في سجن هداريم قسم 3، وقد افتتح هذا السجن في ظروف صعبة للغاية، حيث حاولت الإدارة أن تفرض على الأسرى زيارة الأهل من وراء حواجز زجاجية؛ بدلاً من الشباك المعمول بها إلى ذلك الحين. وقد تراجعت شروط الحياة في بعض النواحي حيث تم فرض التفتيش العاري من جديد.
وكانت مطالب الأسرى تتمثل بالسماح لهم بالزيارة خلال الشبك، والسماح بالاتصال الهاتفي، والتعلم في الجامعات العربية، ووقف التفتيش العاري وإخراج المعزولين، وقد أعلنت مديرية السجون عن قبولها بالقضايا ذات الطابع الإنساني وليس القضايا ذات الطابع الأمني. وحضر من جهاز الشاباك مسئولون للتفاوض مع الأسرى حول هذه القضايا، وتم اشتراط أن يلتزم الأسرى بعدم مزاولة أي أعمال ذات طابع عسكري في الخارج من داخل السجون.
وتم الاتفاق على تحقيق بعض الإنجازات، مثل إخراج المعزولين الفوري، ووقف التفتيش العاري، وتم الوعد بحل مشكلة الهواتف العمومية، والتعلم بالجامعة العربية المفتوحة بعد أشهر، إذا أثبت الأسرى التزامهم بعدم مزاولة أو التدخل في أي نشاط عسكري خارج السجون. لم يتم تحقيق ذلك حيث انفجرت انتفاضة الأقصى بعد شهور وتنصلت مديرية السجون والشاباك من وعودها، ويعتقد البعض أن الإضراب قد فشل حيث لم يتم استغلال الفرصة وتحقيق الإنجازات المطلوبة، وهناك من اعتقد أن الإضراب حقق أهدافه، وكانت النتائج ستتطور بصورة جيدة لولا تفجر انتفاضة الأقصى التي قلبت الأمور رأساً على عقب.

– اضراب سجن نيفي تريستا بتاريخ 26/6/2001 حيث خاضته الاسيرات واستمر لمدة 8 أيام متواصلة احتجاجاً على أوضاعهن.

-إضراب شامل في كافة السجون بتاريخ 15-8-2004 واستمر 19 يوماً. ساءت ظروف الحياة في السجون، وهجمت مديرية السجون هجمة شرسة للغاية على الأسرى، أشعرتهم بالاختناق الشديد. كان الأسرى في السجون قد بدأوا يتحدثون عن الإضراب والاتفاق عليه خلال عام 2003، ولم تفلح كل المحاولات على اتفاق معظم السجون في حركة واحدة، خاصة في ظل الظروف الذاتية والموضوعية. ازدادت هجمة مديرية السجون في ظل إدراكها لعدم قدرة الأسرى على خوض الإضراب، وقناعتهم أن الظروف غير مناسبة، وبعد أن وجدت المبرر لمزيد من القيود والمضايقات وسحب الإنجازات. في ظل حالة الضغط اللامحدودة – وخاصة في سجن هداريم– دخل الأسرى في الإضراب المفتوح عن الطعام والذي استمر 12 يومًا، حقق بعض الإنجازات البسيطة وأوقف الموجات الأخيرة من الإجراءات التي من أجلها تفجر الإضراب.
– إضراب عام 2004: بعد مدة شهرين ونصف من إضراب الأسرى في سجن هداريم؛ في 15 آب بدأت معظم السجون إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، ولحقت بها السجون التي تأخرت في الثامن عشر من الشهر نفسه. بعض السجون أوقفت إضرابها بعد 10 أيام من البدء به وهي التي دخلت متأخرة، عسقلان وجلبوع. أما سجون هداريم وأوهلي كيدار ونفحة فقد أوقفت إضرابها في اليوم الثامن عشر، وقد أنهى سجن إيشل إضرابه في اليوم التاسع عشر.فشل الإضراب وحمَّل غالبية الأسرى قيادة الإضراب مسؤولية ذلك، والحقيقة أن قيادة الأسرى الفلسطينيين لم تكن موحدة حينذاك، وقد حاولت مديرية السجون تكريس شعور الأسرى بالفشل في حواراتها معهم لاحقاً. شاعت في السجون مشاعر من الإحباط، الأمر الذي جعل إمكانية العودة لمثل هذا الأسلوب من النضال أمرًا صعبًا.
– إضراب أسرى سجن شطة بتاريخ 10-7- 2006 واستمر 6 أيام. وذلك احتجاجا على تفتيش الهالي خلال الزيارة بصورة مذلة، وكذلك لتحسين ظروف المعيشة بعد مضايقات على ظروف المعيشة وخصوصا التفتيش الليلي المفاجئ.
– إضراب الأسرى في كافة السجون والمعتقلات بتاريخ 18-11- 2007 ليوم واحد.
– إضراب أسرى الجبهة الشعبية وبعض المعزولين استمر 22 يوما في عام 2011 للمطالبة بوقف سياسة العزل الانفرادي وقد بدأ بالإضراب أسرى الجبهة الشعبية على مراحل ولم تشارك السجون إلا بالتضامن باستثناء سجن جلبوع حيث شارك في الإضراب كاملا وتم إيقاف الإضراب مع تطبيق الصفقة.
– اضراب 17//4/2012 : حين اعتقل الجندي الإسرائيلي “شاليط” أقرت حكومة الاحتلال قانون سمي” قانون شاليط” وبموجبه تنفذ مصلحة السجون الإسرائيلية سلسلة من الإجراءات العقابية بحق الأسرى الفلسطينيين متذرعة بأن ما يحرم منه شاليط سيحرم منه الأسرى الفلسطينيين. بالرغم أن المئات من الأسرى الفلسطينيين كانوا “قبل احتجاز شاليط “يمنعوا لفترات طويلة من الزيارة وزج العشرات منهم في زنازين العزل الانفرادي والمعاملة غير الإنسانية التي مارستها مصلحة السجون بحق الأسرى وأبرزها التخطيط لقمع أسرى سجن النقب عام 2007 لرفع معنويات الشرطي السجان الإسرائيلي والتي راح ضحية هذا العمل الإجرامي استشهاد الأسير محمد الأشقر من بيت فجار.
ساعد في تنشيط الخطوات وتصعيد الإضراب، إضراب الأسرى الإداريين عن الطعام ومن أبرزهم الأسير خضر عدنان والأسيرة هناء الشلبي والأسرى ثائر حلاحلة وبلال ذياب اللذين بدؤوا الإضراب عن الطعام قرابة 75 يوم، فإعلن اعتبار “يوم الأسير الفلسطيني” موعداً لبدء معركة الأمعاء الخاوية. بدأ الإضراب بمشاركة تدريجية للأسرى وصل بعد أيام من بدء الإضراب عدد الأسرى المضربين ما يزيد عن 1500 أسير. وقامت إدارة السجون بعمليات قمع ونقل وعزل الأسرى من أجل إجهاض خطواتهم لكن بقي تصميم الأسرى على المضي بالإضراب حتى تحقق مطالبهم وقد استمر الإضراب 28 يوماً.
كانت أبرز مطالب الأسرى: إلغاء العزل الانفرادي، الحد من سياسة الاعتقال الإداري، السماح بالزيارات لأسرى غزة، إلغاء قانون شاليط.
وقع الأسرى بتاريخ 14 أيار 2012، في سجن عسقلان اتفاقا مع مصلحة السجون الإسرائيلية لإنهاء الإضراب، بعد الاستجابة لمطالب الأسرى برعاية مصرية. بعد 28 يوماً، كان السفير المصري مشاركاً في المفاوضات وأشرف على توقيع الاتفاق. وتم التوصل إلى الاتفاق بين ممثلين عن “إسرائيل”، بمشاركة رئيس «الشاباك» يورام كوهين، ومندوبين فلسطينيين بوساطة مصرية.
– إضراب 120 معتقلاً فلسطينياً إدارياً، بتاريخ 24 نيسان/ أبريل 2014، احتجاجاً على استمرار اعتقالهم الإداري دون تهمة أو محاكمة.
– إضراب خاضه أسرى حركة الجهاد الاسلامي، بتاريخ 9 كانون الأول/ ديسمبر 2014، استمر لـ10 أيام، احتجاجاً على سياسة العزل الانفرادي.
– إضراب الأسير خضر عدنان، بتاريخ 5 أيار/ مايو 2015 لمدة 66 يومًا، احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري.
– إضراب الأسير بلال كايد، بتاريخ 13 حزيران/ يونيو 2016، لمدة 71 يوماً، رفضا لاعتقاله الإداري بدون محاكمة.
– إضراب الأسير الصحافي محمد القيق، بتاريخ تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، واستمر لمدة 94 يوماً، احتجاجاً على اعتقاله إدارياً.
وتلا هذه القائمة من الاضرابات، خوض العديد من الاسرى اضرابات مفتوحة عن الطعام بشكل فردي، وذلك لتحقيق مطالب فردية أبرزها وقف الاعتقال الاداري بحقهم، حيث يواصل الاحتلال اعتقالهم وتجديد الاعتقال دون تهمة او محاكمة، الأمر الذي يسلب العديد من الأسرى سنوات من أعمارهم داخل سجون الاحتلال.
يشار الى أن أكثر من 6000 أسير وأسيرة يواصل الاحتلال اعتقالهم داخل سجونه الموزعة على الأراضي الفلسطينية، في ظروف تبقى في عين الأسير وعائلته مهينة وقاسية طالما صادرت حقه في الحرية والعيش الآمن في وطنه. ووسط محاولة تمييع واضح لقضية الأسرى في الشارع الفلسطيني فإنه من العار أن نخذل شريحة واسعة من الأفراد أصحاب التضحيات، فوجب علينا جميعاً مناصرتهم بالطريق الصحيحة والفاعلة.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى