
بقلم : ريهام أبو عياش
لطالما الأرض الفلسطينية حية متجددة ؛ ستظل آمال هذا الشعب حية ” بلسان حال الأسيرة المحررة وفاء نعالوه أم البطل القسامي أشرف نعالوه، فور خروجها من السجن ولقاء العائلة ، و بوجه شاحب يتفقد الحاضرين علها تلمح بينهم أشرف، هي الفرحة المنقوصة التي فرضها العدو على كل بيت فلسطيني. أم أشرف هي امرأة فلسطينية بسيطة تعيش في كنف أسرة ككل الاسر، لم تختر يوما وجعها لكن الاحتلال الآثم فرض عنجهيته بقوة السلاح فما كان لاسدها الا ان يثور ، وكل الهم ان يحسن البطل الثأر. ليتم إعتقالها وزوجها والتهمة ” دير بالك ع حالك يما ” ، وكيف تضحي الأمومة جرما، ويصبح السياف القاضي بحكم القانون، لم تركع لما به هددت إذ هددوها بقتل اشرف، لم تجثم على ركبتيها تتوسل بل قالت اقتلوني أنا بدلا منه، وكان حدسها بعد ذلك يخبرها بأن خطبا ما اصابه، قبل أن تعلم أن ابنها قد قضى نحبه بعد ليلة دامية حالكة. و خلال رحلة تحقيق طويلة شاقة وهي خمسينية لم تعد قواها تحملها لتحمل المزيد، ذاقت بها شتى صنوف العذاب فمن الاهانة للشتائم والشبح والعزل والحرمان من الزيارة ، فاشلتهمة باطلة كبطلان شرعيته بهذه الأرض، و بعد عناء طويل يتم تحويلها إلى الدامون، حيث تقبع الأسيرات الفلسطينيات اللواتي كن لها خير معين في تلكم المحنة، من خفف عنها وطأة الغربة الموحشة، إذ السجن قبر عزاء الأسرى به إيمانهم وصمود كالجبال، قضت فيه وفاء ١٨ شهرا حسرة وألما حدادا على روح شهيدها البطل أشرف تسترجع به ذكريات طفولته الجميلة، ثم كيف لها أن تخرج لبيتها بدونه وهو الذي ملأ حياتها فرحة وبهجة مذ ولد ، دون أن تدري ان جرافات البغي قد اقتلعت جذور البيت فاحالته ركاما. فؤادٌ تمزق شوقاً وإحتراقاً بعد تشتت شمل العائلة فابن شهيد. tube bdsm bdsmvids.net ، والآخر أسير كوالديه، والبيت الجديد فارغ الروح ، من يزور من ؟ ومن يداوي قلب أم منيت بما منيت به ام الشرفاء؟ رمضان ياتي وآخر ذاهب وعيد ياتي على إستحياء ، ثم كيف لبرودة السجن أن تمسح على رأسها وأنى ، وبين قضبانه آلاف الحكايا والأماني الناظرات، علّ فجر الحرية يوماً يبزغ. خرجت وفاء شامخة كما دخلت ، فقد أدى اشرف المهمة وقام بما وجب فعله، خرجت وفي جعبتها قلق عظيم لما تعيشه الأسيرات الماجدات من تنصل العدو من أداء حقوقهن في ظل إنشغال العالم بمواجهة فايروس كورونا ، وجد بها العدو الفرصة الغادرة للتنكيل بالاسرى ، والتلكلأ في توفير كل سبل الحماية والسلامة ، مما يهدد حياة آلاف الاسرى بالخطر المرضى منهم خاصة إن استمرت الأمور على ما هي عليه اليوم.