الأسرى المضربينكي لا ننسى

الأسير محمد عدنان مرداوي….أوجاع بلا صراخ11

الأسير محمد عدنان مرداوي....أوجاع بلا صراخ

 

الأسير ثائر عزيز حلاحله 

أكثر من عشرين عاما بالأسر والاعتقال والقهر والعذاب والقسوة، أكثر من عشرين عاما من الوجع الجسدي والآلام دون تشخيص وعلاج واضح وثابت،

 

أكثر من عشرين عاما ومحمّد عدنان مرداوي ابن بلدة عرّابة شمال الضّفّة المحتلّة يعاني وأطبّاء ما تسمّى زورا مصلحة سجون المستعمر الصهيوني يمارسون تجاهلهم وتعمّدهم إهمال محمّد ورفاقه من العلاج الطبي والإنساني الذي نصّت عليه كلّ قوانين الأرض والسّماء حتّى قوانينهم التي وضعوها ولكن يحرّم تطبيقها على الأسير والمناضل الفلسطيني لأنّه في نظرهم مجرم ومتطرّف وإرهابي ولا يستحقّ أصلا الحياة والعلاج.

 

الأسير محمّد مرداوي الذي فقد والدته ورحلت عنه دون وداع، دون أن يلمس يدها، دون أن يكون في حضرتها وهي تقول لمن حولها “أوصيكم بمحمّد… يارب اشوفك قبل أن أموت”

 

كم أنّ هذا المحتلّ المستعمر الاستيطاني الإرهابي الاحتلالي عنصريّ وساديّ ولا يعرف قيما ولا أخلاقا ولا إنسانيّة، إنّه أسوأ مستعمر ومحتلّ.

ولكن محمّد عدنان مرداوي -الذي يعرف بين رفقائه بأبي البراء- لم يتركه السّجّان اللعّين إلاّ ونقله من سجن إلى آخر ومن زنزانة إلى أخرى عقابا له ولدوره الوطني تجاه إخوانه، فرغم مرضه وما تعانيه إحدى رئتيه فإنّه شارك في عدّة إضرابات مع رفقائه المناضلين من أجل نيل حقوقهم الإنسانيّة والمعيشة وأن يتمّ التّعامل معهم كمناضلي حرّيّة وعدالة وأصحاب وطن انغرس فيهم وعشقوه وضحّوا من أجله ولأجل حرّيّته.

 

رغم أوجاع الأسير محمّد مرداوي الذي يقبع الآن في سجن النقب قلعة الخيام قسم ٢ الخيمة رقم ٣ فإنّه يحافظ على حيويّته وتفاعله وحرصه على المشي والحديث والنّقاش والتّسبيح مع إخوانه الأسرى في القسم، ورغم المرض وقلّة العلاج ورداءة الطّعام المقدّم له كمريض مصنّف لدى إدارة القهر والسّجن فإنّه قد أكمل دراسته الجامعيّة بالأسر وحصل على نتائج ممتازة، وشارك في كثير من الدّورات الحركيّة والتّثقيفيّة والدّينيّة والسّياسيّة.

 

هكذا نحن عالم الأسرى والمناضلين الأحرار الشرفاء في السّجون نواجه الأسر والسّجّان والمرض والوجع ليس بالاستسلام والهوان والضعف، بل بالإرادة القويّة والصّلبة والإصرار على الحياة والأمل والإيمان بأنّ موعد الحرّيّة لن يطول وأنّ فجر الانتصار قد اقترب مهما زادت حلكة اللّيل وعتمته وقسوته وظلم السّجّان الذي سوف تُفكَّك منظومته الأمنيّة والعسكريّة والاقتصاديّة.

 

صرخات الأسير محمّد عدنان مرداوي وأوجاعه لا تختلف في الشّدّة والآلام عن عذابات معتز عبيد الجريح المصاب المشلول المقعد، ولا عن آهات معتصم رداد وتنهيداته، أو عن صراخ خالد الشاويش الذي يدوّي من الأوجاع في ساحات الموت الصّهيوني وغرفه وزنازينه كلّ يوم.

 

فلكم الحرية والمجد والاحترام والشّوق والعزّة والكرامة يا خطّ الثّورة والمواجهة اليوميّة يا أبطالا زرعتم فينا كما الشّهداء حبّ تفاصيل الوطن الجميل وعشقه، الوطن الذي سرقوه والذي يحاولون طمس معالمه وتاريخه، ولكنّكم أنتم والشّهداء الأمناء على العهد والوعد والنّهج والخطّ الأصيل، خطّ المقاومة والنضال ودرب الثّورة والكفاح الشّريف الطّاهر والمقدّس.

 

فالحرّية للأسير البطل المريض محمّد مرداوي رفيق الشهيد البطل الكبير إياد حردان وأنور حمران وسفيان العارضة ومن قبلهم عصام براهمة، وهذه الصحبة لك شرف وكرامة ووسام يرفع على صدرك وعلى جباه كلّ الأحرار على طول الوطن المحتلّ المسروق وعرضه.

 

الحرّيّة والنّصر لمحمّد وللأسرى المضربين عن الطّعام طارق قعدان ومحمّد أبوعكر وكلّ الرّفاق والمناضلين والحرّيّة لفلسطين ولشعبنا ولأمّتنا.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى