
بقلم :أ. محمد النجار
ما زال الأسير الفلسطيني يواجه كل التحديات وحيداً في زنازين القهر و الطغيان , وكل يوم يمر على أسرانا في السجون يمرون فيه بتحديات كبيرة , من سجانٍ مجرم يمارس أبشع أساليب التعذيب النفسي و الجسدي , إلى حرمانٍ من كل حقوق الحياة و أبسطها , إلى انتشار الامراض الخطيرة بينهم مثل السرطان و الفشل الكلوي و غيرها من الأمراض الخطيرة , و ليس آخرها انتشار فايروس كورونا في أقسام الأسرى .
هذا الفايروس الذي يحتاج إلى إجراءات و أدوات صحية و طبية خاصة , يواجهه الأسرى في السجون دون أن يملكون ما يلزم لمواجهته , وبل يتعمد السجان الصهيوني بنقله لهذه الفايروس للأسرى وهو ما يشكل جريمة كبيرة في حق الإنسانية .
عندما تسمع أنّ فايروس كوفيد_19 يصل السجون .. فتأكد تماماً أنّ الأسرى في خطر كبير , و هذا لعدة أسباب وهي :
أولاً : مواصلة الاحتلال الصهيوني في حملات الاعتقال اليومية دون أي مراعاة لانتشار هذا الفايروس .
ثانيا : الإهمال الطبي الكبير في السجون , والتي تحتوي على عيادات طبية هي عبارة عن غرف بها سرير و لا تحوي أي شيء آخر ولا أجهزة طبية و لا اجهزة تنفس ولا أدوية , و لا يخفى على أحد مسلخ الرملة الذي نرفض أنْ يسميه البعض مشفى , و أيضا لا يملك الأسرى معقمات و لا كمامات و لا كفوف طبية ولا أدوية لمعالجة ارتفاع الحرارة .
ثالثا : اكتظاظ الغرف و الخيام والاختلاط الكبير بين الأسرى فيما بينهم و مع السجانين بالإضافة إلى وجود الغرف غير الصحية التي ينقصها التهوية الجيدة و ترتفع فيها نسبة الرطوبة .
رابعا : وجود الأسرى كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة مثل الضغط و السكري و الربو في أقسام الأسرى و غرفهم , و هؤلاء يشكل فايروس كورونا خطر كبير على حياتهم فيما لو أصيبوا به لا قدر الله .
خامسا : استهتار السجّانون في السجون و المحققون في مراكز التحقيق وعدم أخذ السبل لعدم نقل الفايروس للأسرى و لربما يتعمدوا نقله لهم
سادسا : عزل الأسرى المصابين في زنازين غير صحية نهائياً وليس في مكان مناسب حسب بروتوكول منظمة الصحة العالمية المعمول به في كل دول العالم, وكما هو معلوم الزنازنة ضيقة و لا تحتوي على تهوية جيدة و كما انها غير نظيفة و تسبب الكآبة للأسير المُصاب , و هذا سيؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية للأسير المُصاب .
سابعا : عدم وجود الأغذية الصحية و التي ترفع مناعة الأسير , و منع العديد من أصناف الغذاء الصحي عن الأسرى , و التغذية غير المناسبة ستُضعف مناعة الأسير الفلسطيني و ستجعله عرضة بشكل كبير لانتشار هذا الفايروس في أجسامهم .
ثامناُ : استغلال إدارة مصلحة السجون القمعية لانتشار هذا الوباء بممارسة الإجرام المنظم و الممنهج بحق الأسرى و الاستفراد بالحركة الأسيرة و تمرير قوانين عقابية ضدهم مثل حرمانهم من زيارات أهاليهم ومنع ممثليهم من التنقل بين الأقسام بمتابعة قضايا الأسرى الداخلية .
و أخيراً ,
إنّ الأوضاع التي يمر بها الأسرى الفلسطينيون صعبة للغاية و ذلك قبل انتشار فايروس كورونا , ومع انتشار هذا الفايروس بينهم نرى أنّ الظروف ستشتد قسوةً على الأسرى و هذا يدفعنا جميعاً لمطالبة كل الجهات الحقوقية الدولية و المحلية للوقوف عند مسؤولياتها تجاه هذه القضية وفضح مماراسات الكيان الصهيوني المخالفة لكل قوانين حقوق الإنسان و التعاليم الدينية لكل الرسالات السماوية , يجب أن نتحرك جميعا قيادةً و شبعاً و فصائلاً و مؤسسات لننقذهم من هذا الإجرام حتى لا تُصبح هذه السجون مقابر جماعية لأحبابنا و مناضلينا ومجاهدينا في هذه السجون .