بقلم: أنس أبو خضير
الأسرى الأردنيون ليسوا أرقاماً، وليسوا خبرًا عابرًا، وليسوا مجرد مادة "فلمية" أو برنامجٍ وثائقي شائق! إنهم ذوات وأبطال، ومشاريع وطنية تحررية وحدوية، إنهم أشراف الوطن وأبناؤه المخلصون، عشقوا تراب الأردن فدافعوا عنه وعن سيادته وأمنه القومي، وقاموا نيابة عن الأمة بالواجب المقدس في الدفاع عن مقدسات المسلمين في فلسطين، فكان نصيبهم الاعتقال عند أشد الناس عداوة لنا وإفساداً في الأرض؛ اليهود!
خمسة وعشرون أسيرًا أردنياً يقبعون خلف قضبان الاحتلال؛ أصغرهم الأسير الطفل محمد مهدي سليمان؛ ابن السبعة عشر ربيعاً، والذي حكم عليه الاحتلال رغم طفولته بـ15 عاماً، وأقدمهم الأسير عمر عطاطرة المعتقل منذ العام 2000م؛ ويقضي حكماً بالسجن 20 عاماً، وأعلاهم حكماً الأسير عبد الله البرغوثي؛ والمحكوم بأعلى حكم في التاريخ متمثّلا في 67 مؤبداً!
لقد كان الأسرى الأردنيون وما زالوا حالة نضالية فريدة، تسطر لنا سطورًا من العزة والفخار في كتب التاريخ للأمم المقاومة والساعية للتحرر، وتسطر بقيودها أن الأردن وفلسطين جسد واحد يجمعهما قلب واحد هو المسجد الأقصى، وأن الشعب الأردني الذي قدم الشهداء في معاركه مع الاحتلال الصهيوني في "اللطرون" و"الكرامة" وغيرهما؛ ولا يزال ثلاثون من خيرة أبنائه مفقودين لدى الاحتلال لا يُعرف مصيرهم؛ هو شعب عزيز مقدام لا يقبل الضيم على أهله وجيرانه.
هذا الشعب العظيم لم ولن يتخلى عن واجبه تجاه فلسطين شعباً وأرضاً ومقدسات، وتبقى قضية الأسرى الأردنيين جرحاً نازفاً ونُدبة في وجه الحكومات المتعاقبة التي تناست قضيتهم وحقهم في الحياة أحراراً بين ذويهم وأهليهم.