
خاص – مجلة سراج الأحرار.
كتب لنا الأسير المحرّر إسماعيل الشراونة
أثناء اعتقالي في سجن ريمون الصّحراويّ كنّا نعاني من نقص في الغذاء، وفّرت إدارة السّجون لكلّ أسير ثُمن قطعة دجاج، كنت أمارس الرّياضة باستمرار وأحتاج للطّاقة وكانت لي أمنية أن آكل دجاجة لوحدي ولو لمرّة.
في اليوم الذي نطبخ فيه الدّجاج، كان المحرّر أحمد الفلّيت يعطي حصّته لقطّة تأتي إلينا من الشباك، لم اعترض فهي حصته رغم شعورنا نحن الأسرى بالجوع، لكن في احدى المرات اوقفته فقال لي: “بسّة حرام في الصّحراء ما إلها إلاّ الله ومن ثمّ نحن” فقلت له: “يا سيدي اعتبرني أنا البسّة بس من شان الله أطعمني حصتك”.
كتب لنا الأسير المحرّر عوني كميل
في عام 2014 بينما كانت البوسطة* تتّجه بنا من سجن مجدو إلى معبر الرّملة، وقفت البوسطة عند إشارة المرور، كان أغلب الأسرى ينظرون من الفتحات العلويّة التي يستطيع الأسير أن يسترقّ منها بعض الّنظرات إلى العالم الخارجيّ، وكان يقف بمحطة الانتظار أشخاص يهود وعرب، وبينما راح أحد الأسرى الذي أمضى سنوات طويلة في السّجن ينظر إلى الواقفين في المحطّة، عرف شخصا منهم، فبدأ بالصّراخ عليه: ” يا أبو ليث، يا أبو ليث، هون هون في البوسطة، أنا فلان، ابن جاركم، لي بالسّجن عشر سنين، عرفتني؟”… بدأ أبو ليث يصرخ: “نعم نعم عرفتك، شو أخبارك؟ كيفك إنت؟ ما التقيت فيك من عشر سنين!” فأخبره الأسير: “اذا كنت رايح للبلد، أمانة سلّم على أهلي وعلى الجيران” أنهت إشارة المرور هذا اللّقاء بين الجارين، فعاد أبو ليث إلى بيته، وواصلت البوسطة الحديديّة طريقها.