تقرير خاص بالمجلة
في نطاق الانفتاح على المؤسّسات والهيئات العاملة على نصرة قضيّة الأسرى ارتأت مجلّة "سراج الأحرار" تخصيص لقاء دوريّ مع إحداها للتّعريف بها وتقديم إنجازاتها ومشاريعها المستقبليّة.
وقد كان لنا هذا اللقاء مع التّجمّع الشّبابيّ لدعم وإسناد الأسرى ممثّلًا في شخص الأسير المحرّر محمّد أحمد النّجّار الذي يعتبر من مؤسّسيه، وقد بادر مُحدّثنا بتعريف التجمع بالقول أنّه "مجموعة من الشباب المتطوع الذي أخذ على عاتقه أن يبذل قصارى جهده ووقته من أجل تسليط الضوء على قضية الأسرى، وانتشالها من النفق المظلم الذي تهوي فيه، ينتمي لهذا التجمع الكثير من الباحثين والناشطين المهتمين بقضية الأسرى في السجون الصهيونية".
أما عن الأهداف فقد حددها محمد النجار بالقول بأنها تتمثّل في: "جعل قضية الأسرى أولوية لكل أبناء شعبنا بجميع أطيافه وقياداته، وتحريكها في الشارع الفلسطيني بما يتناسب وتضحيات الأسرى وعذاباتهم، لا يهدف التجمع لنقل الأخبار بل يسعى لعمل نشاطات مساندة للأسرى، وقد أقمنا العديد من الاعتصامات في مختلف المناطق، و زيارات لأهالي الأسرى والتواصل معهم بشكل مستمر، بالإضافة إلى استقبال الكثير من الأسرى المحررين عبر حاجز الظاهرية جنوب الخليل.
نسعى دومًا للتنسيق مع الكثير من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية والأطر الشبابية لتنفيذ نشاطات مشتركة خاصة بالأسرى الأبطال، كما قدمنا العديد من "التصاميم" لأهالي الأسرى المضربين عن الطعام، وشارك التجمع الشبابي في كافة الفعاليات الخاصة بالأسرى مقدمًا الواجب على الإمكان…".
وعن فكرة إنشاء التجمع يقول النجار: "جاءت فكرة إنشاء التجمع الشبابي لدعم وإسناد الأسرى بعد اعتقالي الأخير، كان الوضع في ترهل، حيث أنّ الكثير من الناشطين فتروا عن قضية الأسرى وانخرطوا في حياتهم الشخصية، فارتأيت أننا بحاجة إلى إطار شبابي من مختلف الأطياف يهدف إلى تفعيل العمل الميداني الدائم في كل ما يتعلق بالأسرى، واتفق الفريق بالتشاور على التفاصيل مثل: الاسم، آلية العمل والغاية الأساسية؛ وكانت الانطلاقة لإسناد الأسرى قبل عام ونصف".
شبّه النجار تفاعل الشارع الفلسطيني مع قضية الأسرى بـ "تخطيط القلب" في هبوطه وصعوده، ووصف جهودهم بالمتذبذبة غالبًا، قائلا: "… ولا أقول بأنه لا يوجد تفاعل ولكنه ليس بحجم المعاناة التي يعيشها الأسرى بشكل يومي، فالشارع الفلسطيني فيه من الخير الكثير، لكنه بحاجة إلى تلك القيادة التي توجهه نحو المزيد من التفاعل القضية".
وللتجمع خطط ومشاريع مستقبلية أطلعنا النجار عليها قائلًا: "إن أكثر ما نسعى إليه هو توحيد الجهود وتكثيفها، وبلورة موقف وطني جامع لتشكيل دعامة حقيقية وسند قوي للأسرى، وذلك لأنّ التجمع هو وسيلة لنا للعمل والعطاء".
أما عن العقبات التي يواجهها التجمع فقد حدثنا محمد النجار: "العقبة الأبرز هي ملاحقة الاحتلال للناشطين والمشاركين في التجمع، وتفرد بعض مسؤولي المؤسسات الرسمية أحيانًا بالفعاليات المناصرة للأسرى في بعض المناطق، واحتكارهم هذه المناصرات بشكل سلبي جدًا".
ووجه محمد النجار كلمة أخيرة إلى الأسرى مطالبًا الهيئات القيادية للفصائل الفلسطينية باتخاذ قرار جريء بالوحدة الحقيقية للحركة الأسيرة، وتشكيل قيادة موحّدة لكل الأسرى من كافة الفصائل، والبدء باتخاذ خطوات تصعيدية ضد الكثير من سياسات إدارة مصلحة السجون الهمجية، بدءًا من الأمور الحياتية وانتهاءً بالاعتقال الإداري والعزل.
إن أسرى فلسطين شكّلوا على الدوام مدرسة في تحدي الاحتلال ومقارعته وجهًا لوجه، فهم أكثر من جَسّدَ الوحدة الوطنية الحقيقية المنشودة، وحدة الشعب والمقاومة، ووحدة العمل الفلسطيني في مقارعة السجان وسطوة الاحتلال