زاجل الأسرىعين على السجونكي لا ننسىواقع السجون

فوبيا الخطف أحد أسباب هزيمة الجندي الصّهيوني

بقلم فؤاد الخفش

قلت في كثير من المقالات إنّ قضيّة الأسرى كانت أحد الأسباب الرّئيسة في تفجير الأوضاع في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة وعلى رأس ذلك إضراب الأسرى الإداريّين وما صاحبه من خروج الشّارع الفلسطيني يساند الأسرى في حربهم ضد السّجّان، فكانت عمليّة الخليل وأسر ثلاثة مستوطنين وردّ فعل الاحتلال الجنوني على الحدث وحملة الاعتقالات الكبيرة وصولا إلى قتل الطّفل أبو خضير وتدهور الأمور حدّ اندلاع حرب غزّة والعصف المأكول.
في حرب غزّة ومعركة العصف المأكول كان هناك تأكيد دائم من قبل قادة المقاومة على أنّ هذه الحرب ستكون فرصة سانحة لأسر جنود صهاينة  لتحرير أسرانا.
عهود كثيرة قبل الحرب قدّمها قادة المقاومة للأسرى باقتراب تحرّرهم، أكّدتها المحاولات الكثيرة والمتكرّرة من المقاومين لأسر جنود.
قبل وصول الحرب للاجتياح البرّي كان أبطال المقاومة يتحدّون الجنود الصّهاينة بالحرب البرّيّة، وكان أيقونة الحرب أبو عبيدة يقول لجند الاحتلال تقدموا لتكونوا رهائن وأسرى عندنا.
ومع ساعات الاجتياح البري والاشتباك من نقطة الصفر بدأت تلوح في خيال كل أسير لحظة اسر المقاومة لجنود ، وبدأت تأتينا الأخبار عن أسر جنود وهنا حدثت الفوبيا.
كان الجندي الصّهيوني يأتي إلى المعركة مقيّدا بالخوف مرعوبا من الخطف يرجف من أن يكون أسيرا لدى كتائب عز الدين القسام.
كان الجندي الصّهيوني يتخيّل أن أشباحا تخرج له من تحت الأرض تسحبه من قدمه باتجاه غزة فيتصّل بوالدته يصرخ لها خوفا من جند المقاومة.
عشرات الجنود وباعترافات العدو قاموا بإطلاق النار على أقدامهم ليعفوهم من الحرب والمواجهة خوفا من ملاقاة مصير الخطف.
فوبيا ورعب تملك قلب الجندي الصّهيوني وجسده فهو المرعوب من خطفه ووقوعه أسيرا في يد المقاومة ومن ملاقاة مصير زميلهم الجندي السابق شاليط.
لقد شعر هؤلاء الجند بالإصرار الكبير عند المقاوم الفلسطيني الذي استمات وبكلّ قوة من أجل أسره فتملكه الرعب وما كاد يستطيع أن يطلق النار على من هو أمامه فوقف مستسلما أمام المقاومة و”ناحل عوز” خير شاهد.
لقد استطاعت المقاومة من خلال خطابها الإعلامي بثّ الرعب في قلب أولئك الجنود فقُتل منهم من قتل وأُسر من أسر وهرب من هرب.
تعتبر قضية الأسرى على رأس أولويّات المقاومة خلال تصدّيها للعدوان، وهذه الأولويّة كانت سببا رئيسيّا وهامّا من أسباب هزيمة العدوّ .
هُزم الجندي المحفوف بالرّعب وانتصر المقاوم الذي وضع نصب عينه تحرير هؤلاء الأسرى فلكم يا قادة المقاومة من أسرانا كلّ الحبّ والوفاء والتّقدير وتقبل الله جهادكم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى