"محمد مهدي سليمان" 19 عامًا أصغر أسير أردني، اعتقل في مارس 2013، وبعد شهر من التحقيق والتعذيب وجهت له العديد من التهم، منها الشروع بالقتل وإصابة 18 جنديًا صهيونيًا.
حكم بالسجن الفعلي لمدة 15 عامًا ودفع غرامة مالية بقيمة 30 ألف شيكل.
——————————
ولدي الغالي محمد:-
ولدي الحبيب .. حفظك الله ورعاك وسدد على الخير خطاك ووفقك لما يحبه ويرضاه..
أكتب إليك كلماتي هذه بدمع عيني، كم كنتُ أتمنى أن أكون طائرًا يقف على نافذة زنزانتك، أخاطبك بهذه الكلمات وجهًا لوجه..
اعلم يا بني أنك لم تغادر قلبي ولا عقلي لحظة واحدة مُذ رحلتَ عن ناظريّ، كنتَ يا ولدي ولا زلت هوائي الذي أتنفسه، قلبي الذي ينبض، إخوانك الأسرى هم أبنائي أيضًا، لا أفتأ أتفكر في حالهم وأحوال آبائهم وأمهاتهم الذين يترقبون حريتهم كما أتشوق لحريتك وعودتك إلى أحضاني، فأسأل الله أن يفرج عن أسرانا ويشفي جرحانا ويرحم شهداءنا، وسأبقى ما حييتُ ساعيًا مطالبًا ببذل كل جهدٍ للإفراج عنكم، لأن ما قدمتموه هو تضحية عن الأمة الإسلامية والعربية جمعاء.
نعم .. لقد أُسرتَ وأنت في ربيع شبابك يا ولدي، ولكني موقن أنك ورفاقك نشأتم نشأة طيبة وغدوتم رجالًا أسودًا في الأسر، ولا بد ستشرق شمس حريتكم في يوم من الأيام، سترون السماء صافية بلا قضبان، ستسمعون صوت العصافير بلا جلبة السجّان، سيكون ذلك في القريب العاجل إن شاء الله.. وستخرجون أحرارًا رؤوسكم عاليةٌ شامخة، وما ذلك على الله بعزيز.
سأظل فخورًا بكم جميعًا، كنت ولا زلت -فلذة كبدي ومهجة قلبي- أسمى وسام شرف أتقلده، سأبقى كشجرة السنديان جذوري ضاربة في الأرض ورأسي في السماء.
وأدعوك بني وجميع الأسرى أن تكونوا بنيانًا مرصوصًا بالوحدة وعدم اﻻلتفات لما يحدث من خلافات، وأوصيك بالمحافظة على الصلاة والصوم وقراءة القرآن، وأرجو لكم جميعًا الصحة والعافية.. واعلم يا ولدي بأننا لن نهنأ بطعم الحياة إﻻ بالإفراج عنكم جميعًا.
والدك المُحب ..